العلبة السوداء للملك محمد السادس .. الحلقة الثانية : محمد منير الماجيدي

لبنى أبروك – هبة بريس

لاشك أن المؤسسة الملكية، تتخذ عددا من القرارات الكبرى وتناقش ملفات هامة ومعقدة، بناءا على تشاور وتواصل مع أشخاص بعينهم يمثلون “حكومة الظل” أو “كاتمي أسرار الدولة”.

“العلبة السوداء للملك” ، أو “حكومة ظله” التي تضم أشخاصا انتقاهم عاهل البلاد بعناية وحرص شديدين، واستأمنهم على أسرار الدولة ومصير المواطنين، ووضع كامل ثقته بهم لمرافقته و الوقوف ورائه لتحقيق التنمية والسلم والاستقرار للبلاد والعباد.

يقول الصحفي ادريس ولد القابلة “مستشارو الملك يعملون في الديوان الملكي، وهو من أهم الأجهزة التي تعمل على صناعة القرارات السياسية الكبرى, باعتبار أن المؤسسة الملكية تحتل مكانة مركزية في النظام السياسي المعتمد بالمغرب”، ويضيف أن “الملك الحسن الثاني لم يكن يستحسن ظهور مستشاريه في الحياة السياسية وفي الإعلام إلا عندما يرى الضرورة لذلك، ويتميز عمل المستشار الملكي بالسرية اعتبارا لحساسية القضايا المعروضة على الديوان الملكي، ودوره يكمن في رسم القرارات التي تحدد السياسة العامة للدولة.”

وسنتحدث في هذه السلسلة الأسبوعية، عن أهم مستشاري الملك وأفراد ديوانه الأكثر تأثيرا، و الذين نجحوا في فرض وجودهم ونحت اسمائهم في بناء الدولة الحديثة.. فمن هم?

العلبة السوداء للملك محمد السادس .. الحلقة الثانية : محمد منير الماجيدي

الماجيدي أو “مهندس أموال الملك” يعد من أقرب الشخصيات المحيطة بعاهل البلاد، وأحد أهم عناصر العلبة السوداء لعاهل البلاد، ومؤتمن أسرارها الاقتصادية، فكيف استطاع الوصول الى مركز السلطه والتحكم بالجانب المالي للأسرة الملكية?

في ال10 يناير 1965، ولد محمد منير الماجيدي، وسط أسرة متواضعة بحي التقدم بمدينة الرباط.

نشأ الماجيدي، في وسط شعبي، وبين أسرة متوسطة ومحافظة، تميز بذكاءه وتفوقه الدراسي، الذي مكنه من أن يصبح ضمن التلامذة المنتقين للدراسة مع نوفل عصمان، ابن شقيقة الملك الراحل الحسن الثاني، وأحمد عصمان الوزير الأول السابق.

زمالة الماجيدي بقريب بنوفل عصمان، مكنته من الانضمام الى شلة أصدقاء العائلة الملكية، وربط علاقات صداقة مع عدد من الأمراء، وفي مقدمتهم ولي العهد الذي أصبح الصديق المقرب للماجيدي بعد وفاة نوفل في حادث سير.

علاقة الماجيدي بولي العهد تحولت الى صداقة وطيده، ثم ثقة قوية، هذه الثقة التي خولت له تسيير جميع المشاريع والأمور المالية المتعلقة بالعائلة الملكية داخل وخارج أرض الوطن.

الماجيدي، الحاصل على شهادة إدارة الأعمال من جامعة أمريكية، بدأ مشواره المهني في منصب بالبنك التجاري المغربي، ثم بصندوق الإيداع والتدبير، حيث تعلم واكتسب أسس وقواعد عالم المال والاعمال.

علم الماجيدي بخبايا وأسرار عالم المال، دفعاه الى تأسيس مشروعه الخاص، والاعلان عن نشأة شركته “اف سي كوم” المتخصصة باللوحات الاشهارية سنة 1999

جديدا بالمغرب كان في طور الولادة: اللوحات الإشهارية، وأحكم قبضته عليه منذ البداية، إذ كان أول من استثمر في هذا القطاع، ثم التحقت به شركة

مباشرة بعدها، عين الملك محمد السادس، الماجيدي كاتبا خاصا له، ثم كلفه بتسيير “سيجير” المالكة لجميع المشاريع والشركات التابعة للعائلة الملكية، كما عين رئيسا لجمعية مغرب الثقافات المنظمة لمهرجان “موازين”، ورئيسا لنادي الفتح الرباطي، ورئيسا لأكاديمية محمد السادس لكرة القدم..

لم يكن اسم الماجيدي، من الأسماء التي تروج إعلاميا وتتصدر عناوين وواجهات الصحف والمجلات، قبل أن يرتبط بمجموعة من القضايا والملفات التي شغلت الرأي العام وأصبحت موضوع حديث المواطنين بمختلف شرائحهم الاجتماعية والثقافية.

أولى الملفات التي جعلت اسم الماجيدي الأكثر تداولا اعلاميا، تمثلت في نشر الجرائد لخبر “غضبة ملكية على الكاتب الخاص لعاهل البلاد بسبب قطعة أرضية”، والتي تعود تفاصيلها الى سنة 2005، حينما استفاد  “خادم الدولة” من بقعة أرضية تابعة للحبوس باقليم تارودانت بثمن رمزي يتمثا في 50 درهما للمتر المربع، علما أن ثمنها الحقيقي يصل الى 5000 درهم.

استفادة الماجيدي من البقعة الارضية المذكورة، جرت عليه وابلا من انتقادات الرأي العام، وغضبة عاهل البلاد، الذي وجه -وفق مصادر اعلامية- توبيخا لكاتبه الخاص وكذا لوزير الاوقاف والشؤون الاسلامية، على اعتبار أن البقعة موضوع الحديث تابعة لوزارته

وبعد فضيحة “بقعة تارودانت”، ظهر اسم الماجيدي مرة أخرى، في تسريبات “ويكيليكس” سنة 2010 التي أفادت “تورطه” في ملفات صفقات مالية “مشبوهة”. وفقا لمراسلات بين وزارة الخارجية الامريكية والسفارة الامريكية بالرباط

ولم يكد اسم الماجيدي يختفي من الاعلام، حتى طفى على السطح مجددا ملف ورود اسمه بلائحة “بنما” التي أثارت ضجة وجدلا واسعين سنة 2016، واتهامه بتبييض الأموال والتهرب الضريبي.

و”لأن الماجيدي يعرف من أين تؤكل الكتف?”، تقول مصادر مقربة من الكاتب الخاص للملك، فقد حاول منذ تعيينه بمنصبه السامي، استغلال نفوذه وسلطته للاستثمار في الشركات والاعلام والتحكم في مجال الاشهارات والاعلانات .

كما أن تميزه وذكاءه المالي و الاقتصادي، تضيف ذات المصادر، مكناه من تسيير أموال ومشاريع الأسرة الحاكمة بنجاح وجعلاه أحد أهم عناصر العلبة السوداء للملك.

مقالات ذات صلة

‫3 تعليقات

  1. “العلبة السوداء للملك” ، أو “حكومة ظله” التي تضم أشخاصا انتقاهم عاهل البلاد بعناية وحرص شديدين، واستأمنهم على أسرار الدولة ومصير المواطنين
    و”لأن الماجيدي يعرف من أين تؤكل الكتف?”، تقول مصادر مقربة من الكاتب الخاص للملك

  2. لا علبة سوداء و لا هم يحزنون ولا حكومة الظل،الذي اسمه ويحسه كل المغاربة وتتبعي الشئن المغربي ،هو ان المغرب سائر من سيأ إلى أسوء في كل الميادين ، الشئ الوحيد الذي انجز ان كل المحيط الملكي وعائلاتهم من فقير أو لا بأس به ماديا إلى غني

  3. كاتبة المقال باستمرارك في الكتابة عن محتويات العلبة السوداء ستخرج لك العفاريت لتخيفك في وضح النهار ، وصراحة اعضاء او بالاحرى محتويات تلك العلبة انكشفوا واحدا تلو الآخر واليوتوب مليء بالقنوات التي تُفصل في الامر اكثر ما تفضلت به .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى