فتوى دينية تبيح إفطار الصائمين في رمضان مع موجة الحرارة المرتفعة
هبة بريس – الدار البيضاء
تشهد بلادنا خلال الأيام الأخيرة ارتفاعا ملحوظة في درجات الحرارة وصل في بعض المناطق لأرقام قياسية و غير مسبوقة و ذلك تزامنا مع شهر رمضان.
ارتفاع موجة الحرارة بالمملكة و تزامنها و شهر الصيام ضاعف من محنة عدد من المغاربة خاصة من كبار السن و المرضى و كذا العاملين في قطاعات تتطلب جهدا بدنيا كبيرا و تفرض على اصحابها الاشتغال لساعات تحت اشعة الشمس اللافحة و هم صائمون.
و في هذا الصدد ، صدرت العديد من الفتاوي التي أباحت و أجازت الإفطار في رمضان لعدد من الأشخاص الذين فرضت عليهم الظروف مشقة العمل في قطاعات معينة خلال هذا الشهر إذا ما تزامن ذلك و ارتفاع الحرارة بشكل كبير.
و من بين الفتاوي الصادرة في هذا الشأن ، ما أفتى به الدكتور و المفتي شوقي علام و الذي أكد إن إفطار بعض الأشخاص و من بينهم الفلاحين العاملين في درجة حرارة شديدة هو أمر جائز شرعا.
وأضاف ذات المفتي أن الفلاحين الذين يزرعون في الحر الشديد، ولا يستطيعون الصيام إلا بمشقة شديدة، ولا يمكنهم تأجيل عملهم إلى الليل أو إلى ما بعد رمضان، لهم أن يفطروا أثناء النهار.
وتابع المفتي أنه يجب في هذه الحالة تبييت نية الصيام من الليل ثم الفطر عند حصول المشقة، ثم عليهم القضاء بعد رمضان وقبل حلول رمضان التالي إن أمكنهم ذلك.
كما أصدر عالم دين يدعى محمد نعيم فتوى أباح من خلالها اللإطار للعاملين في الحر الشديد ، حيث جاء فيها أنه يباح الفطر لأصحاب المهن التي تأخذ من أصحابها جهدا ومشقة فوق طاقتهم أثناء نهار رمضان، لأن القاعدة الشرعية تقضي أن المشقة تجلب التيسير، ولا فرق في ذلك بين رمضان وغيره، إلا أن العامل في نهار رمضان يجب أن يبيَّت نية الصوم فعلا، وإذا وجد مشقة شديدة في أثناء يوم صومه حينها يباح له الفطر.
و تستند هاته الفتاوى الشرعية وفق أصحابها لما قاله العلامة النفراوي في معرض الحديث عما يبيح الفطر: (… ونظيرها الحصاد الذي يخرج للحصاد بأجرته المحتاج إليها فإنه يجوز له الخروج إليه ولو أدى إلى فطره حيث يضطر إلى الأجرة، لكن بشرط تبييت الصوم، ولا يجوز له الفطر بالفعل إلا عند حصول المشقة)، وبناء على هذا فلينظر الإنسان في يوم صومه إن كان ما يلحقه من مشقة العمل فوق طاقته، ولا يستطيع أن يواصل معه فله أن يفطر، ثم يقضي بعد ذلك ما لم يصمه.