تارودانت : سوق الخميس يتحول الى محكمة معاقبة ” اللصوص”

ع اللطيف بركة : هبة بريس

في مشهد دامي تعرض له أحد اللصوص صباح اليوم الخميس 7 مارس الجاري، وهو اليوم الذي يصادف السوق الاسبوعي لمنطقة ” هوارة” حيت يظهر لص في شريط فيديو نشر على مواقع التواصل الاجتماعي، وهو يصرخ بأنه لم يعد قادرا على الإبصار بعد تعرضه لوابل من الركل والرفس من طرف تجار السوق ورواده، بعد محاولته سرقة حقيبة تاجر، ولم يترك له التجار خيارا سوى تعنيفه بشكل خطير جعله بين الحياة والموت، في انتظار ان تتدخل السلطات الامنية لاعتقاله، وكم من مرة سقط ” لص” أرضا بعد ان فارق الحياة، دون متابعة الفاعلين لذلك الجرم.

أسواق شعبية تتحول الى محاكم للقصاص من اللصوص

تطالعنا وسائل الاعلام ، في كل أسبوع عن إصابة لص بجروح خطيرة انتهت بفقدانه لحياته بسوق شعبي ، بعد تعنيفه من طرف التجار والزوار، وقبلهما فيديو آخر نشرعلى مواقع التواصل الاجتماعي في سوق شعبي، للص تنهال عليه الحجارة من كل حدب وصوب، كلها مشاهد لا تبقى في النهاية سوى فصول قصيرة لانتقام المواطنين من اللصوص، مستندين في ذلك إلى أعراف شعبية لا تتسامح أبدا مع من يسطو على ملك الغير.

أعراف تطبيق القانون بالأيادي ليست وليدة اليوم، بل تعود إلى عقود مضت، منذ ما يعرف بزمن السيبة التي ضعفت فيه قوة الدولة المركزية، ففي الكثير من مناطق المغرب، بمجرد ما يصرخ أحدهم “شفار” في سوق شعبي حتى تنطلق الأيادي في الضرب والجرح أحيانًا دون أن تسأل حتى عن حقيقة الوضع، وكثيرًا ما لا يتم تسليم اللص إلى الشرطة إلا بعد نيله أصنافا من التعنيف تجعله غير قادر على الحركة، وأحيانًا لولا تدخل وحدات الأمن لوصل التعنيف إلى القتل، كما حدث في سوق شعبي بسطات قبل ثلاث سنوات عندما أنقذت وحدات الدرك الملكي لصا من موت محقق بعدما أشبعه مواطنون ضربا ورفسا.

وإن كان القانون المغربي يجرّم تدخل المواطنين لإحقاق الحق بأياديهم، وإن كانت دعوات الحقوقيين تؤكد على ضرورة ترك العقاب حصريا بيد القضاء، فإنه في الجانب الآخر، يضطر بعض سكان المناطق القروية التي لا تشهد تغطيات أمنية كافية، إلى اتباع مثل هذه الأعراف لحماية أملاكهم من السرقة، وأحيانا حتى لحماية أرواحهم، خاصة وأن هناك بعض اللصوص الذين لا يتوانون عن استخدام الأسلحة البيضاء لترهيب السكان.

كما أن اتساع رقعة جرائم السرقة، خاصة منها تلك التي تنفذ تحت التهديد بالأسلحة البيضاء، في المدن المغربية، وانتشار أخبار دورية عن حوادث سرقة خطيرة يتعرّض لها المواطنون، وصلت حد استخدام الكلاب الشرسة والانتظام في مجموعات تقتحم المحلات التجارية، في ظل قلة الحضور الأمني وأحيانا عدم قدرته على إيقاف مقل هذه الظواهر المخزية، جعلت الكثير من المواطنين يفكرون في طرق بديل لحماية مملكاتهم وأرواحهم، خاصة أن بعض اللصوص يصرّون على الاعتداء على المواطن جسديًا حتى وهم يسلّمهم ما يطلبونه من ممتلكات.

“كانت تفهم الأمور على أن بلاد السيبة فيما سبق هي المناطق التي يغيب عنها الأمن وترتفع فيها نسبة الجريمة، لكن ما يجب أن نفهمه هو أن الأعراف والأحكام القضائية التي كانت تصدر عن الجماعة وتختلف من منطقة إلى أخرى كانت فلسفتها حسب السوسيولوجي رحال بوبريك هي الحيلولة دون ارتكاب الفرد لجريمة، وهذا يتبين في مجموعة من القوانين التي تعاقب على نية الإقدام على الجريمة” .

– قصص حقيقية لاناس ابرياء كان سيكون مصيرهم الموت

في نهاية الثمانينيات من القرن الماضي، وبسوق الخميس هوارة، وقع خلاف بين أخوين حول مبلغ مالي، لكن الاخ الاكبر رفع صوته عاليا متهما اخيه ب ” الشفار”، لم يكن يدري ان هذا المصطلح يمكن ان يجر على أخيه الويلات، بمجرد ما ردد الاخ مصطلح ” شفار” حتى بدأ من في السوق يتجمهر، وبعد ان لاحظ الاخ الاصغر ان الوضع خرج عن السيطرة، سلم ساقيه للريح، وتبعته جحافل من الناس، يهرولون في كل الاتجاهات وكل واحد بما حملت يداه، لم يبقى منقد سوى ان الشاب توغل الى محل تجاري يعرف صاحبه، فحكى له بسرعة ماذا وقع بينه وبين أخيه، حتى أغلق التاجر محله وخرج للناس يخاطبهم، ان من يوجد في المحل ليس ب ” لص” بل له خلاف مع أخيه، الذي حظر بدوره للمكان وتوسل الناس عن حياة أخيه، وان الامر يتعلق بخلاف عائلي خرج عن السيطرة .

مقالات ذات صلة

‫5 تعليقات

  1. أنتم بهذا المقال تشجعون زمن السيبة ليعود لأن من سرق سوف يقتل وسوف يقوم بكل شيء رأيي الشخصي أن مقالكم هذا اسمه هراء لغط لا معنى له أصبح لكل من هب ودب في السرقة والاغتصاب والاختطاف محامون ومؤازرون من خلال الجرائد والجمعيات.الآن تيقنت أن من يشجع الفساد بكل أشكاله في هدا البلد للأسف هم من يفترض فيهم أن يفضحوه لا العكس

  2. اريد من هذا الصحافي صاحب المقال الذي يدافع عن حقوق الشفارة في الاسواق ان ينشر عنوانه ويطلب من الشفارة الاتصال به من أجل تأسيس جمعية حقوقية للدفاع عن حقوق الشفارة اي الصوص في الاسواق وعن حسن استقبالهم والترحيب بهم و تقديم العون لهم في مهمتهم النبيلة.لما لا ان يستقبلهم في بيته .
    لاحول لا قوة الا بالله

  3. على كاتب المقال أن يعطي مثلا بمواطن سلبت منه ممتلاكه و استعادها, بل على كاتب المقال أن يحضر إلقاء القبض على أحد المجرمين, فما أن يقبض عليه حتى يتنفس الصعداء و يحس بالأمان و يبذأ بالتهديد و الوعيد و حتى السخرية من ضحاياه إذ أن أشيائهم قد ضاعت, أدعو السيد بركة أن يتمعن و يتأمل في الواقع فنحن لسنا في السويد…..

  4. وكم من مرة سقط ” لص” أرضا بعد ان فارق الحياة، دون متابعة الفاعلين لذلك الجرم.
    bravo Mr. 3allah tgrisa nchofo wach atb9a 3andek nafs lhadra

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى