مواطنون يقتلون رشقا بالحجارة “جروة”عضت 9 أشخاص بالجديدة

أحمد مصباح – الجديدة

لم يتأكد بعد ما إذا كانت “الجروة” التي عضت، ليلة أمس الأربعاء، 9 مواطنين بعاصمة دكالة، تحمل داء السعار أو داء الكلب، المرض الفيروسي الذي ينتقل عن طريق عضة الحيوان إلى الإنسان، ويصيب الجهاز العصبي المركزي. ما يؤدي إلى إصابة الدماغ بالمرض، ثم الوفاة.

هذا، وأفاد مصدر مسؤول أن المكتب الجماعي لحفظ الصحة، التابع لبلدية الجديدة، أحال اليوم الخميس، جثة الكلبة على مختبر رسمي بالدارالبيضاء، تابع لوزارة الفلاحة، وهو ضمن 6 مختبرات رسمية بالمغرب،  تغطي بخدماتها الجهات الاثنتي عشرة. ومن المنتظر أن تظهر نتائج التحليلات المختبريتة في ظرف 48 ساعة. وبالرجوع إلى النازلة، التي كان للجريدة السبق في نقل وقائعها في حينه، من خلال مقال صحفي تحت عنوان: “مستشفى  الجديدة يستقبل 9 أشخاص عضتهم جروة هائجة”، فإن “جروة” هائجة، هجمت، ليلة أمس، مع حلول الظلام، على مقربة من حديقة الحسن المعروفة ب”بارك سبيني”، على كل آدمي في طريقها. حيث عضت 9 أشخاص من الجنسين، ومن أعمار مختلفة، ضمنهم شرطي متقاعد، قبل أن يلاحقها حشد غفير من المواطنين، إلى أن حاصروها بمحاذاة محطة للبنزين بشارع محمد الخامس، وشرعوا في رشقها بالحجارة، وضربوها بعكاز شخص معاق. وقد تدخلت دوريتان من فرقة الدراجيين المتنقلة، التابعة لأمن الجديدة، للحفاظ على النظام العام.

ولم تتأخر السلطة المحلية في الحضور إلى مسرح النازلة. لكن تعذر عليها استعمال السلاح (le flingueur)، لقتل “الجروة” التي ظلت الروح تدب في جسدها، رغم رشقها بالحجارة. الأمر الذي  استدعى تدخل تقني من المكتب الجماعي لحفظ الصحة، الذي وضع في عنقها مشنقة مشدودة بقضيب حديدي (l’étrangleur)، إلى وشد عليها بقوة إلى أن لفظت أنفاسها، ثم حملها على متن سيارة الخدمة من نوع  “كونغو”، خاصة بالتدخلات من هذا النوع.

وتجدر الإشارة إلى أن “الجروة” التي كان المواطنون يحاصرونها، ويشرقونها بالحجارة، كانت في حالة هيجان، وعيناها محمرتين، واللعاب يخرج من فمها. ورغم هذه الأعراض، فإنه من السابق لأوانه، وقبل التوصل بنتائج التحليلات المختبرية، الجزم، حسب طبيب بيطري، بأن هذه الأعرض هي نتيجة إصابتها بداء الكلب.

وبالمناسبة، فإن الضحايا التسعة قد التحقوا لتوهم تباعا، ليلة أمس الأربعاء، وبوسائل نقلهم الخاصة، بالمستشفى الإقليمي بالجديدة، حيث تلقوا داخل قسم المستعجلات، الإسعافات، بحضور السلطة المحلية، ممثلة في قائد الملحقة الإدارية السابعة.

إلى ذلك، فإن من المفترض والمفروض، وحفاظا على سلامتهم وصحتهم وحياتهم،  أن يكون جنيع الضحايا قد التحقوا، اليوم الخميس، وفي أبعد الحلالات، في أقرب الآجال، بالمركز الصحي “سيدي يحي” بعاصمة دكالة، لتلقي التلقيح المضاد لداء الكلب  (vaccin antirabique).

هذا، فإن التلقيح يكون  موزعا على “4 فلاكونات”، بتكلفة قيمتها 650 درهم، وذلك على ثلاثة مراحل: ففي المرحلة الأولى، أي في اليوم الأول (j0)، يتلقى في الآن ذاته حقنتين من اللقاح بكميتين متساويتين (0.5 cc) و(0.5 cc)، في ذراعيه اليمنى واليسرى؛  وفي المرحلة الثانية، أي في اليوم السابع (j7)، يتلقى في إحدى ذراعيه الحقنة الثانية من اللقاح بكمية (0.5 cc)،  وفي المرحلة الثالثة، أي في اليوم الواحد والعشرين (j21)، يتلقى  في إحدى ذراعيه الحقنة الثالثة والأخيرة، وبالكمية ذاتها (0.5 cc).

وتؤكد الجريدة بإلحاح على ضرورة خضوع جميع الضحايا للتلقيح ضد داء الكلب، مع احترام مراحل وأوقات إجرائه، وعدم اللجوء إلى طلب خدمات من يعرفون  ب”المعاشات”.

والغريب أن شخصا ممن ينتسبون إلى “المعاشات”، الذين يظهرون، حسب الخرافات الشائعة، قدراتهم الخارقة على العلاج من السعار، أصيب، سنة 1994 أو 1995، بداء الكلب، ولم يتلق على إثر ذلك العلاج اللازم.. حيث لم ينتقل إلى المركز الحصي “سيدي يحي” بالجديدة، إلا بعد أن بدأت تظهر عليه أعراض الإصابة. إذ تم أخذه إلى مستشفى ابن رشد بالدارالبيضاء، حيث تم الاحتفاظ به داخل مصلحة الأمراض التعفنية، إلى أن فارق الحياة.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى