حادثة دهس تلاميذ أمام ثانوية ببرشيد تعيد ملف الأمن المدرسي للواجهة

ظاهرة غير صحية تلك التي باتت تشهدها عدد من ثانويات مدينة برشيد التي عرفت حتى وقت قريب بكونها مدينة شبه محافظة، حيث أضحت بوابات الثانويات التأهيلية و حتى الإعدادية مكانا مفضلا للغرباء للتحرش بالقاصرات واستغلال التلميذات و التغرير بهن و اصطياد فرائس بشرية في عمر الزهور.

و كانت هبة بريس في روبورطاج سالف قد قامت بجولة في عدد من المؤسسات التعليمية ببرشيد و وقفت على حجم المعاناة التي تعيشها التلميذات خاصة في الفترات الزوالية و التي يتحول فيها محيط هاته المؤسسات لفضاء يختلط فيه طالب العلم بالراغب في تزجية الوقت و الباحث عن متعة عابرة و المتربص بجسد فتاة هاربة من حصص الفلسفة المملة.

هاته الظاهرة المشينة و الدخيلة بوجود غرباء في محيط المؤسسات التعليمية كان له الأثر السلبي في نفسية التلميذات و حتى التلاميذ الذكور، لتصل هاته التداعيات لأوجها يوم أمس الاثنين بعد أن تحولت رغبة في طلب العلم و تحصيله لفاجعة أحزنت المدينة برمتها.

و كما نقلت لكم هبة بريس طيلة يوم أمس بالصوت و الصورة، فقد تعرض أربعة تلاميذ يدرسون بمستويات مختلفة بالثانوية التأهيلية الجديدة بمدينة برشيد لحادثة سير و هم جالسين قبالة بوابة الثانوية بعد أن دهستهم سيارة من نوع “داسيا” بيضاء اللون كان على متنها ثلاث مراهقين يسعرضون مهاراتهم في القيادة المجنونة أمام أقرانهم في “الليسي”.

لحظة طيش عابرة و رغبة في إبراز عضلات مراهقة غير مؤطرة أمام تلميذات الثانوية كان نتيجتها فقدان حياة تلميذ جالس أمام بوابة المؤسسة ينتظر الحصة الموالية للدخول بعد أن منعه مدير الثانوية من ولوجها بحجة “جيتي معطل”.

الحادثة خلفت أيضا إلى جانب القتيل، ثلاثة جرحى حالة أحدهم حرجة جدا بعد أن تعرض لإصابات بليغة على مستوى الرأس عجلت بنقله لمستعجلات ابن رشد بالدار البيضاء و وفق آخر المعلومات الواردة فالتلميذ بين الحياة و الموت.

هي إذن حادثة أليمة خلفت حزنا عميقا في أنفس التلاميذ برمتهم و ساكنة المدينة و قبل ذلك لدى أسر أرسلت فلذات كبدها في الصباح لطلب العلم فإذا بها تتلقى التعازي “البركة في راسكم” بعد أن تحول الجسد لجثة هامدة.

ما وقع أمس بثانوية الجديدة ببرشيد أعاد للواجهة ملف الأمن المدرسي الذي سبق و أوردنا فيه عددا من المقالات على هبة بريس لتنبيه كبار مسؤولي المدينة بأهمية هاته الخلايا الأمنية و التي من شأن تفعيلها و تعزيز أدوارها و تزويدها بالمستلزمات اللوجيستيكية الكافية أن تستبق وقوع مثل هاته الكوارث و تحد من تداعياتها.

صحيح أن العارف بخبايا الأمور في مدينة إسمها برشيد يدرك أن رجال الأمن مغلوبين على أمرهم و أنهم يبذلون قصارى جهودهم و فوق إمكانياتهم و طاقاتهم هم لا يلامون في ظل محدويتهم البشرية و اللوجيستيكية، لكن هذا لا يمنع من تحميلهم جزءا من المسؤولية فيما يتعلق بغياب الأمن “كليا” بمحيط المؤسسات التعليمية.

اليوم أضحى تفعيل المذكرات الصادرة عن DGSN بخصوص الأمن المدرسي أمرا لا محيد عنه إذا ما أردنا تجنيب بلادنا المزيد من الكوارث و الفواجع، فيكفينا كل ذاك الدم المهدور بالطرقات و بالنقاط السوداء التي يكثر فيها الاجرام، لا نريد أن يتحول محيط مؤسساتنا العمومية بالأخص لأشبه ما يكون بمسرح استعراضات مفتوح على مصراعيه لمراهقين و غرباء لا يدركون في لحظة طيش عواقب أفعالهم و بالتالي يتسببون لأنفسهم و للغير في آفات لا تندمل آثارها النفسية و الاجتماعية، إنا قد بلغنا فهل من مجيب؟

مقالات ذات صلة

‫2 تعليقات

  1. هناك سباقات الرالي أمام ثانويات وجدة . الامر أصبح خطيرا. المرجو من الأمن التدخل و الضرب على يد هؤلاء المتهورين و بائعي القرقوبي

  2. لقد قلت لكم ذلك. انتم لا تملكون الشجاعة لنشر تعليقي الذي ارسلته لكم امس حول هجومكم ةىمجاني على الفلسفة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى