بورتريه وتعليق: عبد الحق الزروالي فيلسوف المسرح ورمز الفن الملتزم

ربيع بلهواري _ هبة بريس

ترعرع الفنان عبد الحق الزروالي في مدينة فاس، وعلى إيقاع الحلقة تفتقت مواهبه، وعلى يدي حكواتييها تلقى دروسه الأولى في الحياة والمسرح، مأخوذا بسحر الكلمة وبقدرة هؤلاء الحكائين على جمع الناس حولهم.

بدأ الزروالي ممثلا، ثم تدرج في الإخراج، ليتحول إلى مسرحي كامل يجمع بين الكتابة والإخراج والتمثيل. قدم أول عرض مسرحي له عام 1961، وفي رصيده اليوم ما يناهز ثلاثين عملا مسرحيا، كان فيها الكاتب والمخرج والممثل الوحيد على خشبة المسرح.

لا يؤمن الزروالي بالتنظيرات المسرحية، وباتباع موضة السائد منها في العالم العربي أو الغربي، بل يؤمن بمسرح عربي ذي هوية خاصة، يرد الاعتبار للمسرح وللمشتغلين فيه، وهو ما دفعه إلى خلق مسرح خاص به يجمع بين الشعر والرواية والتراث العالمي، وينهل من مختلف المعارف.

يعد الفنان عبد الحق الزروالي رائد المسرح الفردي في المغرب والعالم العربي بلا منازع، حصل على العديد من الجوائز المسرحية في المغرب والوطن العربي، ساهمت مسرحياته الملتزمة والرائدة في فتح وعي الطلاب والشباب على العديد من القضايا الإنسانية والوجودية، لم يتردد الزروالي في عرض مسرحياته بمدرجات الجامعات بالمغرب، وفي القرى النائية، وله في هذا المجال تاريخ حافل بالعطاء والتميز.

إلى جانب المسرح، اشتغل الزروالي في العديد من الأعمال التلفزيونية أبرزها مسلسل “مشموم”، وفيلم “كرين كارط”. ومن مسرحياته نذكر “سرحان المنسي”، و”برج النور”، و”كدت أراه”، و”نشوة البوح”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى