المغرب له رب يحميه ومن يدعي غير ذلك فهو واهم
زوارق مقاتلة، بوارج حربية، عساكر تحمي الحدود، أسلحة وعتاد، آجهزة متطورة للمراقبة، بهذا المشهد تكتمل السيادة وتتجلى السيطرة الكاملة على الحدود البحرية والبرية والجوية ضد أي خطر يهدد بلدنا العزيز الذي بات هو الآخر يروج لنظرية المؤامرة على غرار جميع الدول العربية.
فإن كانت نظرية المؤامرة واردة حقا من جهات معادية غير جبهة “البوليساريو” التي نعلم نحن المغاربة نواياها الخبيثة في زعزعة إستقرار بلادنا خدمة لأجندات معينة والدفع بمستقبل المنطقة إلى المجهول فذاك أمر لا نقبله بتاتا،وستجدوننا أول من يهب لنصرة الوطن والدود عن مقدساته وعن كل شبر من أراضيه.
لكن في المقابل دعونا نقف وقفة تأمل مع الذات لنصارح بعضنا البعض بعيدا عن لغة الخشب ووردية المشاهد، ألا يعيش المغرب حالة من الغليان في كل مناطقه؟ هل حاربنا الفقر والتهميش والإقصاء ؟ أسئلة لا بد من طرحها حتى يتبين لنا الخيط الأبيض من الأسود ونسلك مسار التصحيح عوض المقاربات الأمنية التي لا تزيد الطين إلا بلة وتضعف نظرية المؤامرة الخارجية التي باتت تستنذ إليها السلطات لقمع كل الأصوات المطالبة بالعدالة والكرامة وتحسين الظروف الإجتماعية.
قد نعود لظاهرة الهجرة السرية التي باتت حديث الساعة ومشهد يومي نراه عبر الإعلام وصفحات العالم الأزرق وهي تغص بفيديوهات الشباب المغربي الذي يعانق بالآلاف أمواج البحر طمعا في الوصول إلى الضفة الأخرى ، بل حتى الرضع لم يسلموا من هذه الظاهرة الفتاكة ، حيث لا يكاد يمر يوم إلا وتطالعنا الصحف عن وجود جثة لفظها البحر في هذا المكان أو ذاك دون أن تغوص الجهات المعنية في حلحلة المشكل من زاوية علمية وتخلص إلى نتائج منطقية تضع حدا لنزيف الهجرة الغير الشرعية عوض إستعمال الرصاص ضد قارب لم يشكل أذنى خطر على الوحدة المقاتلة التي طاردته عرض سواحل مدينة المضيق ، ألا تصول وتجوب “الفانطومات ” على هواها داخل مياهنا الإقليمية وتنقل الحشيش باستمرار إلى الجنوب الإسباني؟ فكيف تتخوفون من دخول الأسلحة عبر المعابر الحدودية التي تخضع لنظام التفتيش الدقيق عبر جهاز “السكانير” والكلاب المدربة وتنسون الأبواب المفتوحة على مصراعيها شمال المملكة ؟ هل كذب أولائك الذين شاهدوا طائرات صغيرة الحجم وهي تقلع من الشمال محملة بأطنان المخدرات؟.
لهذا نقول أن للمغرب رب يحميه ومن يدعي العكس فهو واهم ،وإطلاق الرصاص في موضع لا يستدعي ذلك هو جرم ضد الإنسانية ومصادرة فاضحة لحقها في العيش حسب ما تقتضيه التشريعات الإلهية والقوانين الوضعية.