المغاربة “ساخطين“ …البحرية الملكية تقتل ”حياة“ في أول ”إنجاز“
تسود حالة من الاستياء العارم والسخط الكبير وسط المغاربة ورواد مواقع التواصل الإجتماعي، جراء مقتل الشابة حياة التي كانت تمتطي زورقا للهجرة السرية رفقة ثلاثة أشخاص آخرين مغاربة وشخص إسباني الجنسية، منتهيا بها المطاف جثة هامدة تدفن تحت تراب هذا الوطن الذي كانت تحلم يوماً ما بالفرار من حياته الإجتماعية المتدهورة.
واستنكر العديد من المغاربة ممن أعلنوا الحداد عن روح الشابة حياة التي شيع جثمانها يوم أمس بتطوان وسط حزن كئيب وصدمة الفراق، الطريقة التي قتلت بها الشابة العشرينية بعدما كانت ترغب بالفرار من ”فقر“وطنها الذي لم يهديها سوى الرصاص و”عقد الإزدياد“ بحثا عن غد مزدهر وحياة أفضل، إلا أن تحول الحلم لكابوس زاد من متاعب العائلة ونزل كصاعقة على قلوبهم المكلومة.
حياة الشابة المزدادة سنة 1998، والحاصلة على شهادة الباكالوريا ثم تسجيلها بكلية الحقوق مرتيل، كانت تنوي الهجرة إلى ”الفردوس الأوروبي“ من أجل إعالة أسرتها، خاصة وأنها تعتبر الفتاة البكر داخل العائلة ولها أربع أشقاء إثنان منهم ذكور، وهو حلم لم يكتب له أن يكتمل برصاص صوب في جسدها بنيران البحرية الملكية المغربية المستثنية لتجار المخدرات ومافيات تهريب الحشيش التي تصول وتجول بين الضفتين الإسبانية والمغربية ؟ (تحقيق خاص نشر على موقع لونكيط) .
مصادر خاصة أكدت أن عملية إطلاق النار تمت على أعلى مستوى وبتنسيق مع قيادات عليا بالبحرية الملكية، وهو الأمر الذي يطرح أكثر من علامات استفهام عن المعلومات المستقاة حول الزورق وحول الأفراد المتواجدين به، حتى يتم إصدار تعليمات من هذا النوع لإطلاق الرصاص بطريقة مريبة ويقتل من يقتل ويصيب من يصيب، ألم يكن بإمكان عناصر البحرية الملكية مطاردة زورق ”غوفاست“ لحين توقيفه ؟ خصوصا وأن تواجد سيدة على الزورق سيكون واضحا وضوح الشمس وإطلاق الرصاص على سيدة مرفوض حسب الأعراف والمواثيق الدولية؟
إسبانيا التي تغص بلادها بالمهاجرين يوميا وفي كل ساعة لم تجرأ يوماً ما على إطلاق الرصاص لتوقيفهم أو منعهم من دخول أراضيها بل بالعكس من ذاك تقدم لهم يد المساعدة وتحويهم ضمن مخيمات خاصة بالمهاجرين وإن كانت مثلها مثل نظيرتها المملكة المغربية تشتكي من ظاهرة الهجرة السرية.
إننا لا نختلف في أمر أساسي يتعلق بحماية الأراضي المغربية والدفاع عن الوطن والمواطنين في وقت أصبحت فيه كلمة المواطنة لدى المغاربة على المحك، لكن أن يطلق الرصاص على زورق وتقتل سيدة في ريعان شبابها أمر مرفوض ومؤلم في وطن يشهد ”بغرير عيوش“ و خلود ”أمحند العنصر“ بكرسي شاخ قبل أن يشيخ جالسه، وتشريد مواطنين من منازلهم ورميهم للشارع دون شفقة أو رحمة (دوار الواسطي الدار البيضاء)، يطرح أكثر من علامات استفهام حول المستقبل القادم للمغاربة بوطنهم الأم …