ترامب يبقي على سجن غوانتانامو السيئ الصيت

قرر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الإبقاء على معتقل غوانتانامو بدلا من إغلاقه، معلنا اعتزامه حبس نزلاء جدد فيه، معطيا بذلك حياة لهذا السجن الذي يثير انتقادات نشطاء حقوق الإنسان.

وفي أول رسالة له “حول حالة الدولة (“حالة الاتحاد”) وجهها إلى الكونغرس مساء الثلاثاء، حذر ترامب من أن “خليج غوانتانامو” سيكون من الآن فصاعدا مكانا لاعتقال مسلحين من تنظيم “داعش” أسروا في سوريا والعراق.

كما أعلن ترامب أنه وقع مرسوما يوجه وزير الدفاع جيمس ماتيس بـ”إعادة النظر” في السياسة المتبعة في مجال المعتقلات العسكرية و”إبقاء معتقلات غوانتانامو مفتوحة”، في قطعية تامة مع سياسة الرئيس السابق، باراك أوباما، الذي حاول إغلاق السجن.

ويشير المرسوم إلى إمكانية أن يكون غوانتانامو مكانا مفيدا لحبس مسلحي “داعش” الذين أسروا على يد “قوات سوريا الديمقراطية” (المدعومة من التحالف الدولي تحت القيادة الأمريكية في سوريا).

كما بدأ العسكريون الأمريكيون مؤخرا، يتحدثون عن الأسرى “الدواعش” المحبوسين حاليا لدى حلفاء الولايات المتحدة، “وعددهم يقدر حاليا بالمئات”، وفقا للجنرال بول سيلفا، نائب رئيس الأركان العامة الأمريكية.

وتحاول واشنطن التفاوض حول إعادة هؤلاء الأسرى إلى أوطانهم، لكن هناك دولا لا تعترف بـ”قوات سوريا الديمقراطية” (التي يشكل الأكراد عمودها الفقري) وترفض التعاون معها.

وتستخدم الولايات المتحدة معتقل غوانتانامو المقام في أراضي قاعدة بحرية الأمريكية على الطرف الشرقي من جزيرة كوبا، في ما تسميه بحربها على الإرهاب، خارج إطار القانون الأمريكي.

وكان 780 شخصا يقبعون في المعتقل المذكور السيئ الصيت للاشتباه بانتمائهم لتنظيم “القاعدة” وحركة “طالبان”، وذلك بصفة “مقاتلين أعداء”، الأمر الذي وضعهم خارج إطار اتفاق جنيف لأسرى الحرب وأدى إلى شبهات حول تعرضهم للتعذيب.

ولم تصدر أحكام قضائية سوى في حق نحو عشرة من هؤلاء الأشخاص، أما الآخرون فقد أفرج عنهم وأحيانا بعد تبرئتهم من كل الاتهامات، ولم يبق حاليا في غوانتانامو سوى 41 شخصا، بينهم 23 لم توجه لهم اتهامات.

ويقول نشطاء حقوق الإنسان إن قسوة ظروف الاعتقال وأساليب الاستجواب “المشددة” التي يمارسها الجيش الأمريكي ساهمت في انتقال بعض المعتقلين إلى مواقع أكثر تشددا، ومن بينهم أبو بكر البغدادي الذي أصبح زعيما لتنظيم “داعش” بعد اعتقاله داخل معسكرات أمريكية في العراق.

واعتبرت جمعية ACLU الحقوقية الأمريكية أن “ترامب بمحاولته إعطاء حياة جديدة لسجن يعد رمزا لانغماس الولايات التحدة في التعذيب والاعتقال غير الشرعي الذي لا أجل له، لم يجعل البلد أكثر أمانا”. كما أشارت الجمعية إلى أن تكاليف أداء معتقل غوانتانامو تقدر بـ 445 مليون دولار، ما يفوق بكثير تكاليف سجن مشدد الحراسة في الولايات المتحدة.

لكن الكثيرين من أعضاء الكونغرس رحبوا بقرار ترامب ومنهم جيمس إنهوف، السيناتور عن ولاية أوكلاهوما، الذي وصف غوانتانامو بـ”إحدى أفضل الآليات وأكثرها فعالية في الحرب على الإرهاب”. وأوضح أن “كثيرين جدا من الإرهابيين الذين أطلق سراحهم من غوانتانامو عادوا إلى ساحات القتال وهددوا بصورة مباشرة أمن الأمريكيين في أنحاء العالم”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى