المعتصم :رجاءا احترموا هذا الشعب وثقوا في وعيه ونباهته

على إثر وعد الرئيس المدير العام لشركة دانون الفرنسية بمراجعة أثمنة منتجات شركته التي استهدفتها حملة المقاطعة منذ 20  أبريل الماضي، دعت فعاليات سياسية وجامعية ومدنية مغربية إلى تعليق الحملة لمدة 10 أسابيع، من يوم السبت 7 يوليو إلى يوم الجمعة 14 سبتمبر المقبل، “لإعطاء الفرصة للشركة المعنية من أجل بلورة مقترحاتھا المعلنة إلى أرقام فعلية استجابة للمقاطعة الناجحة”، الأمر الذي اعتبره نشطاء شبكات التواصل الاجتماعي “خيانة” استهدفت الحملة لإيقافها.

 مصطفى المعتصم تفاعل مع هذا الطرح قائلا  “لا يمكن أن يدعي المرء أنه ديمقراطي إذا كان لا يتمثل قيم الديمقراطية، وفي مقدمتها القبول بالاختلاف في الرأي وفي وجهة النظر. ليس هذا فقط بل المطلوب من المدعين انتمائهم للصف الديمقراطي أن يحسنوا تدبير الاختلاف في الرأي وفي النظر كي لا يتحول هذا الاختلاف من وسيلة لاغناء وعينا الجمعي الوطني إلى وسيلة و مطية للتناحر والشقاق والنزاع”.

وأضاف الأمين العام لحزب البديل الحضاري المنحل، في تدوينة مطولة على حسابه الشخصي على فيسبوك، “سبب هذه المقدمة هي ردود الأفعال التي أثارتها دعوة فعاليات مغربية، لوقف مقاطعة «حليب سنطرال» لمدة 20 أسبوعا، ابتداء من بعد غد السبت وإلى غاية 14 شتنبر المقبل، تجاوبا مع زيارة المدير العام للشركة، الذي أعلن عن نية مؤسسته تخفيض الأسعار”.

أعرف جل موجهي النداء وأعرف إخلاصهم وتفانيهم لهذا الوطن وتشبثهم بالقيم والمبادئ التي تؤسس لوطن الكرامة والعدالة والحرية وأعرف مدى التضحيات التي قدموها في سبيل ذلك، وبالتالي ساءني جدا ما وجدته من سباب في حقهم ومن تشكيك في اخلاصهم ونواياهم. ليس معنى هذا أني متفق مع مضمون النداء وإلا لكنت من الموقعين له وأقدر أنهم تسرعوا حينما طلبوا من المغاربة وقف المقاطعة وهو “فعل” مقابل “تعبير” عن النوايا ووعود بمراجعة أسعار نوع من حليب سانترال في زمن أصبح المغاربة لا يثقون في الكثير من الوعود”.

واسترسل المعتصم قائلا، “شخصيا أقدر أن المقاطعة هي بالإضافة إلى أنها مطلب بتخفيظ الأسعار، فهي أيضا موقف سياسي وتعبير عن وعي متنامي يتفاعل داخل مجتمعنا (وفي مجتمعات أخرى) تجاه عولمة تلعب فيها الشركات عبر قارية ومتعددة الجنسيات دورا يخدم بالأساس أوليغارشيات محلية وأخرى عابرة للحدود وهي أيضا (أي المقاطعة) تعبير عن رفض نموذج تنموي لم تجن منه الشعوب خصوصا الطبقات الفقيرة والمتوسطة إلا المتاعب الاقتصادية والاجتماعية.

وليس المغاربة وحدهم من يذهبون هذا المذهب بل الكثير من شعوب العالم وحتى في فرنسا ذاتها. وهذا ما عبر عنه بوضوح الرئيس الفرنسي ماكرون حينما أشار في معرض حديثه عن المقاطعة التي تعرفها بعض الشركات الفرنسية في بلد شقيق ولعله كان يشير إلى شركة سانطرال إلى تفهمه قلق الشعوب من الهيمنة الرأسمالية والنيوليبرالية بل لم يتردد في المطالبة باطلاق تعاون جديد يستفيذ منه الجميع فرنسا وأصدقاء فرنسا”.

وختم المعتصم تدوينته بالقول، “فرجاءا احترموا هذا الشعب وثقوا في وعيه ونباهته وفي إمكانية تمييزه الغث من السمين. السباب واتهام النوايا حجة من لا حجة له ومن لاقدرة له على ضرب الرأي بالرأي والفكرة بالفكرة للوقوف عند أحسنها.
تحية للشرفاء الموقعين على النداء وأقول لهم عفوا أختلف معكم ومستعد لمقارعة ما ذهبتم إليه في نقاش عمومي وأقول للمدافعين عن المقاطعة تحية لكم ولصمودكم ولكن أقول لمن لجأ منكم للسب والاتهام عفوا أختلف معكم في منهجكم وتصرفكم هذا”.

مقالات ذات صلة

‫9 تعليقات

  1. قريبا جدا لن تجدوا حليبا تقاطعوه مهما بلغت تكلفته. فاتقوا الله ولا تحطموا اقتصاد الوطن أكثر مما فات

  2. تفاوت أسعار الحليب داخل الدول العربية

    يختلف سعر ليتر الحليب من دولة الى أخرى داخل الدول العربية. ويعود السبب في ذلك الى غياب المراعي في بعض الدول، وضعف الإنتاج في دول أخرى. فيما يشكل الحليب سلعة أساسية وحاجة غذائية مهمة لدى المواطن العربي. إذ تعتمد شعوب هذه الدول على الحليب ومشتقاته في بعض وجباتهم الغذائية، خصوصاً وجبة الفطور. بين دول الخليج، تتصدر المملكة العربية السعودية قائمة الدول ذات الأسعار المنخفضة لسعر ليتر الحليب، حيث يصل سعر الليتر الى دولار واحد. في البحرين يصل السعر الى 1.53 دولار، وفي الكويت يباع ليتر الحليب بسعر 1.46 دولار. أما في سلطنة عمان، يصل سعر ليتر الحليب إلى 1.5 دولار. وفي قطر يباع الحليب بسعر 1.77 دولار.
    في مصر، حيث الكثافة السكانية، وارتفاع الطلب على منتوجات الحليب، يعد السعر مرتفعاً نسبيّاً، حيث يباع ليتر الحليب بسعر 1.2 دولار.
    أما في لبنان، تختلف أسعار الحليب. وبحسب وزارة الاقتصاد والتجارة اللبنانية، فإن سعر علبة الحليب البودرة سعة 2.5 كيلوغرام يصل إلى 20 دولاراً. أما بالنسبة الى أسعار الحليب الطازج، فيصل سعر ليتر الحليب الى دولار واحد، بالرغم من تدخل وزارتي الزراعة والصناعة في تحديد سعر ليتر الحليب الطازج بـ 65 سنتاً، إلا أن التجار لا يلتزمون بهذه التسعيرة.
    في سورية، ارتفع سعر الحليب بشكل كبير خلال الحرب، ووصلت نسبة الارتفاع الى أكثر من 300% منذ ثلاث سنوات. وتحاول الحكومة جاهدة ضبط الأسعار، إلا أن فوضى الحرب، ومنطق السوق السوداء، واختفاء السلع داخل الأسواق يحبط أي محاولة لضبط الأسعار. ويصل السعر الوسطي لليتر الحليب الى 42 سنتاً، وهو يعد سعر مرتفع نسبة الى قدرة السوريين الشرائية، أما في قطاع غزة، يباع سعر ليتر الحليب بـ 63 سنتاً. ويصل سعر ليتر الحليب في المغرب الى 44 سنتاً.
    الى ذلك، يبيّن “مؤشر الألبان”، الذي يرصد الحقائق والإحصائيات والاتجاهات في صناعة الألبان حول العالم، ارتفاع استهلاك ذوي الدخل المنخفض في الأسواق النامية للحليب، من حوالي 70 مليار ليتر في عام 2011 إلى ما يقارب 80 مليار ليتر في عام 2014.للامانة/ المصدر https://www.alaraby.co.uk/supplements/2015/1/4/%D

  3. أي شعب تريد أن يحترم؟ لمداويخ أو العياشا أو الصكوعة أو الفلاليس…وليعلم الجميع أن اثار هذا “تخاربيق” سيبقى جاثما على صدور المغفلين إلى زمن طويل!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى