“فيزا” المجاملة.. برلمانيون يستفيدون سنويا من “بونات” الحج دون قرعة
هبة بريس – ياسين الضميري
حج بيت الله لمن استطاع إليه سبيلا، هذا الركن العظيم من أركان الإسلام الخمسة و الذي أضحى أمرا صعبا المنال سنة بعد أخرى في ظل الشروط التعجيزية التي باتت تفرض على الراغبين في أداء مناسك الحج خاصة فرض قرعة لتحديد المستفيدين و هو ما حرم العديد من أبناء هذا الوطن في اغتنام فرصة التعبد و أداء شعائر النسك بالمملك العربية السعودية.
و في الوقت الذي أصبحت فرص الحصول على تأشيرة حج للمواطن العادي تصعب يوما بعد يوم ، فإن فئة من المغاربة أسهل شيء يتحصلون عليه هو الاستفادة من هاته التأشيرة لهم و لذويهم و الحديث هنا عن “نواب” الأمة الذين انتخبهم الشعب لتمثيلهم فأصبحت لهم حظوة تجعلهم يستفيدون سنويا من “فيزا” المجاملة و هي عبارة عن “بونات” تمنحهم تأشيرات و تسهيلات لقضاء مناسك الحج.
و حسب المعطيات التي تحصلت عليها هبة بريس ، فقد جرت العادة منذ سنوات خلت أن تمنح سفارة المملكة العربية السعودية بتنسيق مع وزارة الأوقاف و الشؤون الإسلامية عددا مهما من تأشيرات “المجاملة” لنواب الأمة و مستشاريها قصد تيسير مهامهم في قضاء مناسك الحج بالديار المقدسة.
و في هذا الصدد، فقد شرع مسؤولو مجلسي البرلمان منذ حوالي أسبوعين في توزيع بطاقات خاصة على شكل “بونات” على البرلمانيين تسهل لهم الحصول على التأشيرة لأداء مناسك الحج، بدون المشاركة في القرعة التي تجريها وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية كل سنة في مختلف مناطق المملكة كما هو حال عامة أبناء الشعب.
و شدد مصدر من داخل المجلس على أن جل نواب الأحزاب الممثلة في مجلسي النواب والمستشارين، سيستفيدون من “بونات الحج” لهذا العام و التي توزع تحت مسمى “تأشيرة مجاملة”، وأن حصة الأسد كانت من نصيب حزبي العدالة و التنمية و حزب الأصالة و المعاصرة.
وحسب نفس المصدر، فإن رئيسي مجلسي البرلمان تلقيا من سفارة المملكة العربية السعودية أزيد من 500 تأشيرة ليستفيد منها البرلمانيون وذويهم لأداء مناسك الحج خلال الموسم الحالي.
و كانت عملية تسهيل حصول البرلمانيين على تأشيرة الحج قد انطلقت منذ سنوات خلت ، حيث دأبت وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية بتنسيق مع سفارة المملكة العربية السعودية بالرباط، على الحصول على نسبة مما يسمى بـ”تأشيرة المجاملة“، وهو إجراء إداري يسهل على البرلمانيين الحصول على التأشيرة لأداء مناسك الحج، غير أن المثير في الأمر هذه المرة هو أن ”بونات الحج“ لا يقتصر توزيعها على كافة البرلمانيين بل أصبحت تشمل حتى أفراد عائلاتهم وأقاربهم.
و كانت ضجة قد أثيرت خلال السنوات الأخيرة بخصوص هذا الموضوع خاصة في ظل لجوء عدد من البرلمانيين لإعادة توزيع تلك “البونات” على أشخاص غرباء على المؤسسة التشريعية أو إعادة بيعها.