عندما يتهاوى الفنانون المغاربة أمام المواقف الحقيقية من القضايا الراهنة
في خضم المواقف الشعبية من ثلة من القضايا الإجتماعية والثقافية الراهنة كموضوع مقاطعة بعض المنتوجات ومهرجان موازين، لم تتجاوز احتجاجات الشعب الفيصل الاجتماعي و التنموي و مايزيد الاطمئنان لهذا السقف الاشكال و الوسائل التي من خلالها و بواسطتها عبر عن تلك المطالب و التي تدخل كلها ضمن ما تكفله المواثيق الدولية و القوانين المحلية و على رأسها دستور 2011.
في خضم ذلك كله كان من واجب الفنانين المغاربة أن يخرجوا بمواقف من هذه القضايا سواء فرادى أو جماعات. و اذا كنا نؤمن بأن ممارسة العنف الجماهيري ستأدي حتما إلى منزلقات تنزاح عن المطالب التنموية فاننا نؤمن كذلك أن التماهي مع مثل هذه الأشكال فيه خرق لكل التشريعات التي تِؤسس لدولة الحق و القانون و المنطلقة من ثقافة حقوق الانسان، كما نعتقد أن الفنان يكف على أن يكون كذلك اذا غاب صوته في مثل هذه المواقف الحرجة مبدعا للحلول مساعدا في اجتراح المسارات التي يمكن سلوكها للمحافظة على الوطن و المواطنين غناأ أو مسرحا أو غير ذلك من المجالات الفنية على اعتبار أن دور الفن هو الالهام و الايحاء.
انتظرنا و انتظرنا تلك الاصوات الفنية و جاء السند الفني من خارج الحدود و سجلنا ما كتبه الفنان العالمي المشهور مارسيل خليفة في تدوينة قال فيها “اه لو يعلم الوطن كم نخاف عليه” و هي في حقيقة الامر لازمة قومية تتماهى وكيان الوطن العربي بابعاده الرمزية في كل زمان ومكان، حيث ظن الجميع أن هذه المقولة ستكون حافزا لهؤلاء الفنانين المغاربة لكن لم ينتبهوا حتى لمرورها فبالاحرى التفاعل معها و حتى نكون منصفين لا يمكننا انكار مواقف فنانين مثل نعمان لحلو، لطيفة رأفت عصام كمال وآخرون ممن آثروا الانتصار لثقافة الاحتجاج والاعلان عن توجههم الفني صراحة و حتى آخرون ارتؤوا تبني مواقف اخرى كمغني الراب مسلم، رشيد رفيق وآخرون لأنه على الأقل يسجل أنهم لم يصطفوا إلى جانب الطابور البارغماتي المترقب والذي يشكله السواد الأعظم من الفنانين المغاربة.
فهل يتدارك هؤلاء الفنانون ما وقعوا فيه ويعبرون عن انتمائهم الحقيقي للفن الذي يعبر عن الواقع الحقيقي لحياة المغاربة ويشكلون موجس نبض تلك الحياة أم سيختارون التواري نحو الخلف منتظرين دورهم القادم في تأثيت المشهد.