بعد “بهدلته” ألعاب القوى.. أحيزون يستقطب فنانا بقرابة المليار لموازين

قبل سنوات كانت أم الألعاب في بلادنا تعيش أزهى الأيام بفعل النتائج الإيجابية و المشرفة التي كان يحققها عدد من الأبطال المغاربة “بذراعهم” و بمجهودهم الشخصي رغم أن بعضا من المسؤولين بجامعة ألعاب القوى آنذاك كانوا يحاولون نسبة تلك الإنجازات لتسييرهم و تدبيرهم.

لطالما كانت ألعاب القوى الرياضة التي ترفع العلم المغربي خفاقا في المحافل الدولية و ترفع معها رؤوسنا شامخة وسط الجيران و الحساد، الرياضة التي كانت خير سفير يعرف ببلد إسمه المغرب و تسوق له في منافسات يشاهدها الملايير من سكان كوكب الأرض.

و فجأة، تحولت ألعاب القوى من منقذ ماء وجه الرياضة المغربية لرياضة عادية كباقي الرياضات التي نشارك بها في المحافل الدولية بعد أن تحولت من رياضة الإنجازات لرياضة هدفها “المهم هو المشاركة و بس” كما يقول الأشقاء في مصر.

و إذا ظهر السبب بطل العجب يا سادة، فمنذ تولي أحيزون القادم من عالم الاتصالات شؤون تدبير هاته الرياضة حتى انقطع اتصالها مع الإنجازات ، و كأن لعنة أصابت أم الألعاب و حولتها لأشبه ما يكون بالعجوز التي شاخت بعد حياة حبلى بجنون العظمة و لم تعد قادرة سوى على لم الأحفاد حولها لتحكي لهم أساطير ما عاشته أيام زمان و تختمها بحكاية “الغول” الذي أكل بشراهة اليابس و الأخضر و حتى البشر.

عبد السلام أحيزون الذي عاشت أم الألعاب في حقبة ترأسه للجامعة الملكية المغربية لألعاب القوى واحدة من أسوء الحقب في تاريخها، حيث لم نعد نسمع إسم المغرب في المحافل الدولية و لا علم بلادنا في البوديوم إلا نادرا و اسثتناءا لبطل أو اثنين جابها كل الصعاب و العراقيل بعزيمة لا تقهر و مجهودات ذاتية توجت بتوفيق من الله.

فشل أحيزون في تدبير جامعة ألعاب القوى أمر لا يختلف عليه اثنان، حيث أجهض مشروع البطل الأولمبي منذ أولى إرهاصاته و فشلت الصدور المغربية في ترصيعها بالمعدن النفيس بالمحافل الدولية و آفل نجم هاته الرياضة و لم نعد ننتج الخلف الذي بإمكانه أن يجعلنا نتذكر كل هؤلاء الأساطير الذين أفرحونا بدموعهم و أبكونا بتتويجهم كعويطة و الكروج و جواد غريب و المتوكل و بيدوان و واعزيز و آخرون.

و رغم الإمكانيات المادية الضخمة التي توفرت لدى جامعة ألعاب القوى و صنابير الدعم التي فتحت بتعليمات عليا لأحيزون و فريق عمله، غير أن النتائج المسجلة بدأت في التراجع شيئا فشيئا حتى وصلت مرحلة تستدعي فعلا تدخلا عاجلا من ذات الجهات التي أوصلت احيزون لسدة الجامعة قبل فوات الأوان خاصة أن ألعاب القوى في بلادنا وصلت مرحلة الاحتضار في غرفة الإنعاش.

و في الوقت الذي فشل أو بالأحرى أخفق أحيزون و جامعته في تحقيق أماني المغاربة من خلال لغة الانجازات على أرض الواقع كما فعل مثلا فوزي لقجع الذي أحدث ثورة حقيقة و جذرية في عالم كرة القدم ببلادنا لا من خلال الإنجازات التي تحققت و لا المكتسبات التي تم تنزيلها على أرض الواقع خاصة في شق البنيات التحتية، نجد ان أحيزون نفسه تم تنصيبه على رأس جمعية “مغرب الثقافات” التي تشرف على تنظيم مهرجان “موازين”.

هذا المهرجان الذي أثار و ما يزال الكثير من الجدل من خلال المطالب الشعبية بإلغائه خاصة في ظل دعوات كثيرة بمقاطعة فقراته هذا العام، تشرف عليه جمعية “مغرب الثقافات” و التي يترأسها عبد السلام أحيزون الذي يشغل في آلان ذاته منصب الرئيس المدير العام لمؤسسة اتصالات المغرب.

و يقود عدد من نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي حملة واسعة النطاق لمقاطعة “موازين 2018” ، حيث انتشرت عشرات الصور و المقاطع المصورة لعدد من الشخصيات الفايسبوكية المؤثرة و المعروفة يطالبون عامة الشعب بالتوحد في خيار المقاطعة حتى يفهم و يستوعب القائمون على تنظيم “موازين” أن المغاربة شعب لا يريد هذا المهرجان الذي يستنزف أموالا طائلة و إن كان منظموه يلمحون غير ما مرة لكون غالبية الدعم مصدره جهات و مؤسسات خاصة و هو أمر يظل مبهما و عليه اختلاف مادامت تفاصيل التقرير المالي له تظل في طي الكتمان و كأنها سر من أسرار الدولة لسبب غامض.

و علاقة بالموضوع ذاته، نشرت عديد المنابر و المصادر صور فنانين سبق لهم أن شاركوا بموازين أو سيشاركون هذا العام مع “الكاشي” التقديري لهم و الذي يصل في بعض الأحيان لقرابة المليار سنتيم مقابل ساعة أو اثنين بإحدى المنصات بالعدوتين.

و إلى جانب “سخاوة” منظمي موازين مع “البراني” أو بتعبير آخر الفنانين القادمين من الغرب و المشرق، نجد شحا كبيرا يطبع تعامل و علاقة نفس المنظمين مع مطربي الحي “ولاد البلاد” الذين يتلقون شيكات بمبالغ هزيلة جدا لا تصل حتى عشر ما يتقاضاه أضعف المستقدمين من “برا” شهرة و تفاعلا.

و ليس “الكاشي” الخيالي الذي يستقدم به هؤلاء الفنانين وحده ما يثير حفيظة الشعب المغربي في موازين، بل أيضا الرسالة و القيمة المضافة التي يسعى القائمون على هذا المهرجان من خلال ذاك الفنان الأجنبي أو تلك إيصالها للمغاربة.

فأي رسالة مثلا سيوصلها فنان عار الصدر كله أوشام في منصة موازين يغني أمام شباب أغلبه قاصر و هو ينفث بين الفينة و الأخرى دخان “جوان” أو بتعبير آخر ينتشي بلفافة حشيش أمام الملأ ، هاته المادة التي يوجد عدد لا يستهان به من شباب هذا الوطن في زنازن السجون فقط لأنهم ضبطوا بالشارع العام يدخنونها كما فعل هذا الفنان الذي نفت علينا دخانه و وضع شيكا سمينا في جيبه و غادر بلادنا مزهوا غانما.

أي رسالة ستوصلها لشبابنا فنانة تعري تضاريسها و جغرافيا جسدها و تتلوى بغنج أمام القاصرين من أبناء وطننا بتبان ظهر فاضحا في قنوات القطب العمومي الذي يشكل أيضا جزءا من مصادر تمويل هذا المهرجان.

قائل يقول ربما هاته الفنانة تريد أن توصل رسالة، نعم رسالة لكن ليس لعموم الشعب بل لمسؤولي موازين، ربما تود أن تقول لهم كما أفصحت أنا عن ممتلكاتي أفصحوا أيضا عن ممتلكاتكم، ممتلكاتكم تلك التي في طريق زعير و في أرصدة البنوك و غيرها كثير مما تخفونه عن أبناء وطنكم.

لقد بلغ السيل الزبى يا أحيزون يقول المغاربة بلسان واحد، يكفينا “تبهديلة” ألعاب القوى و غيابها عن منصات التتويج، يكفينا السرعة الحلزونية لصبيب الانترنيت في هاته البلاد، يكفينا كل ذاك العبث و اللامبالاة و الملايير التي صرفت في سنوات، لقد آن الأوان لنقول جميعا لأحيزون و غيره: “باراكا ماتبهدلو فهاد الشهب، هذا الشعب الذي يخاطبه ملك البلاد بشعبي العزيز بينما أنتم تذلونه كل لحظة و حين بعبثكم و ابتعادكم عن همومه و الإنصات له…”.

مقالات ذات صلة

‫7 تعليقات

  1. يكفي السيد أحيزون ان يكون على رأس اتصالات المغرب و ان يكون المساند الرسمي لالفريق الوطني لكرة القدم و ان يوضح لالجمهور من خلال ندوة صحفية حقيقة هذا الاحتقان اللذي وصلت إليه أم الألعاب الرياضية.

  2. Bravo Si Ahizoune pour cette invitation. Car l’argent ne vous appartient,mais il est au Peuple.
    A mon avis, il faut que le Marocains du plus petit au vieux personnes de boycotter Itisalat Al Maghreb, pour son mauvais comportement contre le Citoyen Marocain.
    Actuellement avec SM L e Roi, personne ne pourra plus nous dire qu’il est proche de la Famille Royale pour nous escroquer. Mr Ahizoun doit revoir sa politique envers le consommateur de IAM. Il n’a pas droit de nous dire qu’il est l’oncle de notre Roi.
    Les factures de IAM augment de mois en mois,et personne pense un jour de lire ces fractures non factures.
    Un boycott doit être déclarer conte cette société qui ne respecte personne
    Avis aux amateurPVS

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى