نهاية حزب البيجيدي … هل يعلن المخزن انتخابات سابقة لأوانها
لا يختلف اثنان على ان وجود البيجيدي على راس الحكومة افرزه ما اصطُلح عليه بـ”الربيع العربي” إذ لم يجد الناخبون المغاربة المتعطشون للتغيير والإصلاح أمامهم في ذلك الوقت سوى ورقة واحدة، وتتمثل في منح الثقة عبر صناديق الاقتراع لهذا الحزب الذي اصطف لسنواتٍ في خندق المعارضة، ولم تُتح له الفرصة لقيادة الحكومة وتدبير الشأن العام.
حزب البيجيدي بمجرد وصول العثماني لسدة الحكم عرف هزائم متتالية وقاسية تمثلت في بداية الامر بالانتخابات الجزئية التي عرفتها المملكة وهذا ما يُنذر بأن قاعدته الانتخابية بدأت تتآكل، وثقة المواطنين تتلاشى، فضلًا عن اهتزاز مصداقية الحزب خصوصًا بعد التنازلات الأخيرة.
” البيجيدي” انخرط في اللعبة السياسية، وأصبح بذلك مطيةً لتمرير قراراتٍ ساخنة متعلقة برفع أسعار المحروقات والمواد الأساسية، بالإضافة إلى فتح ملف إصلاح نظام التقاعد وصندوق المقاصة وغيرها، كما رفض الحوار مع النقابات، ناهيك على تشكيله لحكومة اتضح انها لا تعبر عن الارادة الشعبية ولا يمكنها ان تتفهم مطالب الشعب .
اخر انكسارات البيجيدي حلت قوية ومدوية ويتعلق الامر بحملة المقاطعة التي لم ينجح هذا الحزب في التعامل معها لكون ألف ممارسة ” الخطاب المزدوج ” بين تواجده كأغلبية وحنينه للمعارضة .
البيجيدي الذي سطر نهايته بنفسه اصطف “وسطا” في محاولة منه لتمويه الشعب غير ان اخر ” المذلات السياسية ” ما حصل بين الوزير الداودي وصديقه في الحزب بووانو اللذان اختلفا في الارقام بين مندد ومدافع وبالتالي انكسر المصباح واصبح خافتا لا يضيء مستقبل المغاربة ما قد يطرج نهاية اللعبة السياسية والانفتاح على انتخابات سابقة لأوانها
إن راهنية اللحظة واصطفاف حزب العدالة والتنمية الى جانب مصالحه الذاتية تشير بقرب نهاية فاعليته في أغلب الأحوال وتحوله لحزب صغير، وربما تفككه إلى حزبين في حالة عدم تمكن الأمين العام الجديد من ضبط الأمور خاصة بعد بروز محاباة لذوي المال والتنكر للشعب الذي اوصل هذا الحزب لسدة الحكم .