حكايات لصوص ” الغفلة” سارقي جيوب المواطنين

خفة اليدين، والتحكم في الانامل، واستغلال الازدحام، واقتناص الضحية المناسب، كله تاكتيك يستعمله اللصوص خصوصا في شهر رمضان حيت يكون اقبال المواطنين على شراء ما يحتاجون من مواد غذائية خلال هذا الشهر الفضيل.

بجل الاسواق البلدية المنتشرة بمدن سوس، لابد ان تسجل بشكل يومي عملية ” نشل” بعض الضحايا يقدمون شكاياتهم للمصالح الامنية والبعض الاخر يفضل تفويض أمره لله في ما تعرض له من سرقة أمواله .

هؤلاء اللصوص عادة، ما يكونون يعرفون بعضهم البعض من دوي السوابق القضائية في مجال السرقة، ويلتقون في نقط معينة يختارونها بعناية، البعض يختار الوقوف أمام أبواب الاسواق وهي طريقة لكي يختار ضحيته من بعيد وبعدها تبدأ عملية التعقب وتحركاته بين الدكاكين، وبعد حين يقترب اللص أكثر من الضحية، بهدف معرفة مكان وضعه لحقيبة نقوده، ليتم انتظار الفرصة المواتية للتنفيذ.

وهناك من اللصوص من يعمل بشكل عشوائي، بخفة يده، يقصد كل من صادفه في ازدحام ما، ليقوم بنشل حقيبة او هاتفه، المهم وكأنه ” نسر” ينقض على فريسته بمخالبه .

هناك من اللصوص، يبدعون خطط جهنمية، مثلا يدخلون في عراك بالايدي، حتى تعم الفوضى بالمكان، ويقوم لصوص أخرون باقتناص الضحايا، خصوصا إذا استعمل في العراك إشهار للاسلحة البيضاء، يدفع بالكثير من المواطنين بترك أغراضهم والفرار الى مناطق آمنة .

– ماذا يفضل اللصوص من ضحاياهم؟؟

عادة ان اللصوص، أكثر الفئات خوفا من غيرها، لكن طريقة اشتغالهم وخفة اليدين والتحرك، قد يكونان سبيلا لفرارهم حالما ينكشف امرهم.

لكن ماذا يفضل اللصول هل سرقة الرجال أم النساء؟؟. عادة ما يختار اللص ضحاياه من النساء لعدة اعتبارات، أولهما أن النساء المتبضعات هن أسهل للسرقة، محافظهم مكشوفة، ينشغلون أكثر مع التجار واختيار المقتنيات، يجلبون أموال كافية، يمكثون بالاسواق أطول مدة، عكس الرجال عادة ما يأتي ليجلب شيء وحيد او يتبضع بسرعة ” البرق” وقليل الجولان بالسوق، وليس لديه محفظة، بل عدة جيوب قد يتيه اللص في تعدادها، عكس ان هؤلاء الفئة تكون الاسهل في تعرض هواتفها النقالة للسرقة لانهم لا يمسكونه بأيديهم كما تفعل الكثير من النسوة .

– بعض حكايات اللصوص

تتعدد حكايات اللصوص عبر التاريخ، بمنطقة هوارة إبان فترة الحماية الفرنسية، كان أحد القياد المسمى القايد ” بوشعيب” قوي البنية، يهابه الناس، كان أكثر بطشا بسكان القبيلة، لكن ذات مرة تعرض أحد المعمرين الفرنسيين الى سرقة كوخ دجاج، فأبلغ ” القايد” بالموضوع، هذا الاخير وبمكره ودهائه، استدعى كل الاشخاص المشتبه فيهم، فوقفوا أمامه صفا، ليبدأ ينظر في عيونهم بشكل مباشر وهو يهدد بالوعيد لمن يسقط بين يديه، حتى اقترب من الفاعل الحقيقي وقال له : إنني أرى بعض الريش ملتصق برأسك، ليصاب اللص بالهلع ويضع يديه فوق رأسه محاولا ازالة الريش، وهي الخطة التي انطوت على اللص في ذلك الزمان.

أما الحكاية الثانية، فهي للص في الاربعينيات من عمره، دخل أحد المساجد بتارودانت، الى جناح النساء من أجل سرقة بعض المحتويات، هذا الاخير لبس ” البرقع” زي نسائي، وقبل موعد الصلاة، أصيب بعطش وتوجه الى إناء ماء، ولما حاول الشرب أزال البرقع (غطاء الوجه) ، وانكشف ” موسطاش” لتكتشفه احدى النسوة وتطلب النجدة، ويلوذ بالفرار.

مقالات ذات صلة

‫4 تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى