الطريق القاري بين المغرب إسبانيا .. اكبر مشروع للهندسة المدنية في التاريخ

تتحرك الحكومة الإسبانية بكل ثقلها لاستغلال خبرة مقاولاتها في مجال الانفاق ، لتنفيذ مشروع الربط القاري بينها وبين المغرب عبر مضيق جبل طارق.

وآخر هذه التحركات، كانت في مارس الماضي، عندما زار وزير النقل أوسكار بوينتي الرباط، بهدف اللقاء مع نظيريه محمد عبد الجليل، وزير النقل واللوجيستيك، ونزار بركة، وزير التجهيز والماء، لإظهار اهتمام الحكومة الإسبانية المتزايد بهذا المشروع القاري.

وخلال ذلك الاجتماع تم الاتفاق على إعداد خطة اتصال مشتركة، بالإضافة إلى مواصلة العمل، بهدف عقد الاجتماع 44 للجنة الإسبانية المغربية المختلطة للمشروع المزمع عقده في المستقبل وفق مبدأ التناوب بين البلدين.

وكان مُعلنا عن عقد اللقاء في يونيو من السنة الماضية، إلا أنه تم عقد لقاء ثنائي بدله بين وزير التجهيز والماء نزار بركة ونظيرته الإسبانية تمحور حول بحث تطوير العلاقات الثنائية في مجالي التجهيز والنقل. وأثمرت المحادثات المتعددة بين الطرفين عن نتائج مهمة، عبدت الطريق لإمكانية تسريع أشغال البناء في أفق الانتهاء منها قبل ما بين 2030 و2040.

وأفادت، في هذا الصدد، العديد من وسائل الإعلام الإسبانية، الصادرة أخيرا، أن المشروع «قريب جدا» من التنفيذ على أرض الواقع، وأنه سيكون واحدا من أكبر أعمال الهندسة المدنية في التاريخ، وسيمثل تغييرا كبيرًا في مجالات تحسين خدمات المنصات اللوجيستية، ومناطق إعادة الشحن، وخفض تكاليف النقل، وتشغيل مرافق التخزين، وترشيد البنية التحتية…

كما كشفت صحيفة “لاراثون”، أول أمس الاثنين، أنه نظرا للحركات المتعددة للبضائع في مضيق جبل طارق، فإن النفق المزمع بناؤه لن يسمح بمرور السيارات، لتجنب أي ازدحام مروري في منطقة يتم وصفها بـ”عنق الزجاجة”.

من جانبها، كتبت صحيفة «أس»، المتخصصة في الرياضة، أن النقطة الأكثر إثارة للجدل في موضوع الربط السككي بين البلدين هي مسار النفق نفسه، وهو أمر ضروري لمواصلة تطويره، مشيرة إلى أن أضيق نقطة آمنة بين إسبانيا والمغرب هي تلك التي تمتد من مدينة «لا بونتا دي أوليفيروس» في مدينة طريفة إلى غاية «جزيرة بونتا سيريس» في المغرب، إلا أنها تبقى غير قابلة للتنفيذ، بسبب عمق البحر في هذا الشريط، وكبديل لذلك، يقترح الخبراء، وفق الصحيفة ذاتها، إمكانية تمديد نفق جبل طارق بين شاطئ «بونتا بالوما» في إسبانيا، ومدينة ملاباطا على الجانب المغربي.

ويبلغ طول المسار المقترح 42 كيلومترا، منها 27.7 كيلومترا عبر نفق تحت الماء، و11 كيلومترا فوق الأرض، بينما لا يتجاوز أقصى عمق 300 متر، مع انحدار في حدود 3 في المائة. وتوقع المصدر نفسه أن يتم تنفيذ المشروع وتشغيله على مرحلتين: الأولى عبارة عن نفق واحد أحادي الأنبوب يتم من خلاله دوران قطارات لنقل الركاب والبضائع في كلا الاتجاهين، بالتناوب وعلى دفعات من 12 رحلة، والثانية، إنشاء نفقين للسكك الحديدية في اتجاه واحد يمكن تشغيلهما عندما يتطلب الأمر ذلك.

وخلصت أغلب وسائل الإعلام الأجنبية، التي تناولت موضوع الربط القاري بين المغرب وإسبانيا، إلى أن هذا المشروع سيؤثر إيجابا على العلاقات التجارية بين أوروبا وإفريقيا، والذي سيزيد من تدفقات السلع، والرفع من إنتاجية الشركات، وتزايد قيمة اقتصاداتها، مما سيسهم في توازن أكبر في المعاملات التجارية بين المنطقتين.
وكانت صحيفة «ليكسبريس» البريطانية الشهيرة، كشفت، أخيرا، أن النفق المذكور ستبلغ تكلفته الإجمالية نحو 6,4 ملايير دولار، وسيربط بين أوروبا وإفريقيا، مبرزة أن المشروع يعد من بين المشاريع العملاقة في العالم.

مقالات ذات صلة

‫2 تعليقات

  1. كلام جميل رومانسي نسمعه منذ ثمانينات القرن الماضي ويذكرني بقصة اكتشاف الغاز في تالسينت وحوض الصويرة والآن في العرائش وهلم جرا… ربما من حقنا أن نحلم لكن واقع الحال يدفعنا إلى الإيمان بعملنا ومعقول جديتنا وعضلات شعبنا وعقول شبابنا وسواعدها فالامم العظيمة كاليابان بنت مجدها على سواعد وعقول ابناءها

  2. يمكن القول بل التأكيد أن هدا المشروع الحلم سيصبح حقيقة بعد أن أصبحت العلاقة بين المغرب واسبانيا في دورتها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى