البروج عاصمة سلالة الصردي.. فضاءات بيئية تُهان أمام الملأ “صور”

محمد منفلوطي_هبــــــــة بريس

هنا وعلى بعد 70 كيلومتر جنوب مدينة سطات، هنا عاصمة بني مسكين منطلق سلالة الصردي التي عرفت أكبر تظاهرة لانتقاء أجود السلالة يوم أمس الخميس من تنظيم الجمعية الوطنية لمربي للغنم بمنطقة بني مسكين، ضمن مسابقة في وشم وانتقاء فحول سلالة الصردي، وهي العملية التي منحت الإخوان خليل من القراقرة بني مسكين المرتبة الأولى بعدد 122 فحلا ممتازا..

هي مدينة البروج إذن، الغنية عن كل تعريف وتعليق فتاريخها وارتباط اسمها بهجرة معظم أبنائها نحو الديار الأوروبية، ومساهمتهم الفعالة في تنميتها جعلها منطقة تحظى باهتمام بالغ، كما أنها تتحول كل يوم أحد إلى أكبر سوق للسيارات المستعملة تستقطب عشاق السياقة من مستعملي الطريق…

أبناؤها من عشاق بلاد المهجر، حاولوا الاستثمار بهذه المنطقة من خلال خلق مشاريع تنموية اقتصادية وفلاحية وغيرها، أضفت جمالية على المدينة ومحيطها، كل ذلك يظهر جليا انطلاقا من تحسن بنياتها التحتية على مستوى الطرقات والنظافة وغيرها…وعلى مستوى محاربة التصحر وخلق فرص للشغل من خلال اطلاق عمليات فلاحية تروم تشجير الأراضي الفلاحية بأشجار الزيتون وأشجار مثمرة أخرى…

وأنت قادم نحو البروج وبالضبط من مدخلها الشمالي، يستوقفك فضاء غابوي بأشجار عمّرت كثيرا ولا زالت تقاوم معاول الهدم لأناس لربما يعتبرون من أعداء البيئة، حيث آثار الاجتثات واشعال النيران لازالت جاثمة على معالم هذا المنتجع البسيط الذي يعتبر الملاذ الوحيد والأوحد لساكنة المنطقة هربا من لهيب حر الصيف، به عيون مياه متدفقة دائمة الجريان على الرغم من أزمة الجفاف التي تعصف بالمنطقة، به مسبح بلدي آثاره وأطلاله لازالت شاهدة على ذلك، دون أن تتم إعادة بنائه وتهيئته لأسباب لا نعلمها…

هنا بهذا الفضاء، تنتشر أشجار الصفصاف والصنوبر والكليبتوس، وهناك غير بعيد بقايا جذوع نخل خاوية وأشجار أخرى طالتها أيادي البثر والاعدام والاجتثاث..قلق بالغ بين صفوف العديد من الغيورين على المجال البيئي من حماة الثروات الطبيعية والبيئة، على خلفية عمليات الاعدام واشعال النيران أحيانا في جذوع بعض الأشجار أمام صمت وتجاهل الجهات المعنية، كل ذلك يتم بطريقة مهينة تتنافى وتوصيات المؤتمر العالمي الذي أسدل الستار عن فعالياته بمدينة مراكش في وقت سابق.

كان لزاما على المسؤولين البحث عن انشاء مشاريع أخرى بالمكان ذاته وملاعب للقرب تكون في أبهى وأجمل حلة، توضع رهن إشارة عموم المواطنين بأثمنة معقولة تأخذ بعين الاعتبار الوضعية الاجتماعية لشباب المدينة المتعطش لمثل هذه المرافق العمومية، بدل ترك هذا الفضاء البيئي الرائع عرضة للضياع والاندثار، لاسيما وأنه يختزل جزءا كبيرا من ذاكرة المنطقة ستبقى عالقة وبقوة في أذهان كل عايش الحقبة.

جمعويون بيئيون ينشطون في المجال البيئي، نددوا بهذه الهجمة التي طالت المجال الغابوي بإقليم سطات ككل، متسائلين عن دور المجالس المنتخبة ولجان المراقبة والجهات الوصية على القطاع الغابوي في مثل الحالات التي كانت بالأحرى البحث عن حلول أخرى من قبيل تنقليها وزرعها بأمكنة أخرى بدل قطعها.

هنا بمدينة سطات، بدورها لازال مسلسل اغتيال المجال الغابوي مستمرا في واضحة النهار بغابات حي الفرح وبالمدخل الشمالي للمدينة، عبر اجتثات أشجار وتوسعة المكان على حساب العلب الاسمنتية وعشاق البناء، الذين يتفننون في تدمير الفضاءات البيئية عبر التخلص من بقايا مواد البناء وما يشكل ذلك من خطر على البيئة، الأمر الذي يضع الجهات المعنية ومعها السلطات الاقليمية والمحلية محط تساؤلات عدة، تتطلب اجابات شافية تكون بحجم الدمار الذي طال هذه الفضاءات التي كانت حتى الأمس القريب تعد من النماذج التنموية الرائعة لمداخل المدن، بفعل الانتشار الكثيف للأشجار الخضراء التي تحمل في طياتها ثروة طبيعية وصحية لمستنشقيها.

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. وآلله السي المنفلوطي كالعادة أصبت الجرح
    حسبنا الله ونعم الوكيل في هاد المسيييرين
    ملي كي همو غير جيبو او ولادو
    معرفت ملي غادين ياخدو التقاعد اش غادي يقولو لابناء الغد…. الله يهديكم را حنا مسؤولين على مستقبلهم و مستقبل البلاد …
    مدينة سطات و الإقليم ديالها من سيء إلى أسوأ

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى