غوص في أعماق منبع ”سيدي علي“ …هكذا يتم إنتاج قنينات الماء ؟ (+فيديو)
منذ انطلاق حملة المقاطعة الشعبية على بعض المنتوجات الاستهلاكية بالمغرب، عملت جريدة ”هبة بريس“ على نقل جميع الأخبار المتعلقة بهذه الحملة بكل مهنية ومصداقية كونها تعد جريدة مغربية مستقلة تولي للمواطن المغربي مكانته التي يستحقها مع أخذها بعين الإعتبار حجم المسؤولية الملقاة على عاتقها في الدفاع عن المواطن والوقوف إلى جانبه في ما يعانيه من مشاكل معيشية وما يطمح لتحقيقه من مكتسبات حقوقية.
وعملا بمبدأ الرأي والرأي الآخر والمهنية الواجب توفرها لدينا بصفتنا جريدة وطنية رائدة، كان من الواجب علينا أخلاقيا أن نلبي طلب شركة والماس بصدر رحب من أجل زيارة منبعها المتواجد بترملات جماعة والماس الخاص بالمياه المعدنية والمعاينة عن قرب الطريقة التي تتم بها عملية إنتاج قنينات ماء سيدي علي، بداية من عملية الاستخراج تحت باطن الأرض إلى عملية التخزين بالشاحنات.
رحلتنا إنطلقت من ”منبع سيدي علي“ الذي يبعد عن مصنع شركة والماس بحوالي 3 كيلومترات والواقع فوق تراب قرية تارملات التابعة لجماعة والماس عمالة الخميسات، حيث كشف لنا إبراهيم المكروم مدير الامتثال الصناعي بشركة والماس، أن فقرة من قانون الماء بالمغرب تحتم حماية المنبع من التلوتاث الخارجية وأن الشركة تلتزم بهذا القانون بشكل صارم وتتخذ بخصوصه إجراءات وقائية خاصة.
وأضاف إبراهيم المكروم في تصريح لجريدة هبة بريس أن منبع سيدي علي محمي و لا يتم فتحه بشكل دائم وإنما في حالات خاصة فقط، إما خلال أخذ العينات في إطار تتبع الجودة أو عند حلول مفتشين عن وزارة الصحة أو مفتيشن عن المختبر الوطني للصحة، معتبرا أن الاحتياطات الوقائية التي تسهر الشركة على تطبيقها تضع جودة ماء سيدي علي في رتبة عالية.
وبخصوص الأخبار التي راجت مؤخراً بمواقع التواصل الاجتماعي والتي اعتبرات أن الفرشة المائية لماء سدي علي نفذت بالكامل وأن الماء الذي يعبأ بالقنينات ليس بماء معديني طبيعي وإنما ماء عادي، نفى إبراهيم المكروم كل هاته الأخبار معتبرا أنه لا وجود لأي مشكل بالفرشة المائية كون أن مراقبين يراقبون باستمرار جودة مياه الشركة وكذا الصبيب الذي يؤدى عنه ضريبة معينة للدولة، مشيرا إلى أن وفرة المياه متواجدة بكثرة وأن قرار وزير الصحة يقر بحقيقة معدنية مياه سيدي علي على حد قوله.
وفور نهاية زيارتنا لمنبع سيدي علي انتقلنا لمصنع الشركة الذي يضم ثلاثة منتجات، حيث كشف يسير أحمد المسؤول عن جودة مياه سيدي علي، بأن مياه المنبع وفور وصولها يتم معالجتها بصهاريج خاصة كمرحلة أولية، حيث تتم عملية أكسدة الحديد والمنغانيزم المتكون منها، و ينتج عنها حبيبات تترك حتى تترسب لمدة 12 ساعة ثم تليها عملية التصفية.
واسترسل يسير المختوم في تصريحه لجريدة هبة بريس الإلكترونية أن ماء سيدي علي هو ماء معدني طبيعي ولا يتم إضافة أي مواد لتركيبته الكيميائية المراقبة من عدة مختبرات معترف بها، مشيرا إلى أن معمل سيدي علي حصل على عدة شواهد ISO المختصة في الجودة مما يدل على حقيقة تركيبته الكيميائية الطبيعية حسب قوله.
وبخصوص عملية الإنتاج صرح صفوان محمد المسؤول عن ذات العملية بشركة والماس، أن الأخيرة تمر من عدة عمليات أساسية تتم في جو معقم ومحترم لجميع ضوابط السلامة والجودة، مضيفا بأنه حتى على مستوى الآلات المستعلمة بالمعمل تعتبر الأقوى بالمغرب والقارة الإفريقية مما تمكنها من إعطاء إنتاج أكبر يصل لحوالي 48 ألف قنينة للساعة.
وبعيدا عن عملية الإنتاج والمصنع كشف أطر الشركة خلال هذه الزيارة أن سيدي علي تساهم في تنمية جماعة والماس بطرق متعددة ومختلفة أبرزها أداء الضريبة الجماعاتية المحددة في مبلغ 20 سنتيم بالنسبة لحجم قنينة لتر ونصف و10 سنتيم بالنسبة للتر الواحد أو أقل حجم منه، إضافة لإحداث تعاونيات تساهم في خلق مناصب شغل بطريقة مباشرة، كما هو الأمر بالنسبة لتعاونية تأسست سنة 2009 وتشغل حاليا 72 عاملا موزعين على ثلاثة أفواج، حيث يتمركز دور هده التعاونية في صناعة الحاملات الخشبية التي تشحن فوقها علب قنينات ”سيدي علي“،
إضافة إلى ذلك قامت شركة والماس ببناء مسجد وسط تجزئة بترملات سهرت جماعة والماس المدينة على تهييئها من أجل الحد من السكن غير الائق، كما سيتم إحداث أيضاً خلال الأيام القليلة القادمة تعاونية نسائية يتمثل دورها في خياطة الألبسة الخاصة بعمال سيدي علي، حيث ستتكلف الشركة بشراء جميع الآلات للشروع في ممارسة عملهن حسب ما تم الإدلاء به للجريدة دائماً.
كما تملك الشركة أيضاً مدرسة خصوصية بترملات يدرس بها حوالي 180 تلميذا وتلميذة جلهم من أبناء المستخدمين دون تأدية أي مبلغ مالي عن هاته الخدمة، كما توفر المؤسسة أيضاً خدمة النقل المدرسي المجاني للتلاميذ ممن أكملوا دراستهم بالمستوى السادس ابتدائي بالمدرسة المذكورة وانتقلوا لمدارس الإعدادية بمدينة والماس لإتمام دراستهم.