الهجوم الروسي على أوكرانيا…حرب عالمية ثالثة أم خطوة روسية لاكتساب قوة تفاوضية ؟

اطلقت روسيا قبل أيام ما تسميه عملية عسكرية في اوكرانيا تهدف إلى القضاء على النازيين الجدد والجماعات القومية المتطرفة والمعادية للروس وروسيا في اوكرانيا والتي تقود الحكومة الاكروانية الحالية، حيت حشدت عشرات الالاف من الجنود والمعدات العسكرية لغزو شامل للاراضي الأوكرانية.

وملأت مشاهد الحرب والدمار والنزوح شاشات وسائل الاعلام العالمية ووسائل التواصل الاجتماعي، وبينما تستمر روسيا في حربها ضد اوكرانيا، يحشد الغرب بقيادة الولايات المتحدة الامريكية واوربا دعما ماليا وعسكريا وسياسيا لاوكرانيا لمقاومة الغزو الروسي كما يصفونه، وبين الفينة والأخرى تطلق تهديدات خطيرة بامكانية شمول الحرب مناطق ودول اخرى واحتمال تحولها إلى حرب اقليمية أو عالمية ثالثة.

وتنذر ردود الفعل الأوربية والامريكية أمام الاصرار الروسي والحشد الكبير المسجل عسكريا في اوكرانيا عن امكانية خروج النزاع عن السيطرة، وتحوله من نزاع عسكري بين دوليتين إلى حرب اقليمية أو عالمية مدمرة، سيما بعد أن أمر بوتين قوات الردع النووي بالاستعداد ووضعها في اقصى درجات التأهب، وتهديده المباشر لكل من يتدخل ويساعد اوكرانيا عسكريا برد ساحق ومدمر، إضافة إلى تلويح وزير خارجيته سيرغي لافروف بأن أي حرب عالمية ثالثة ستكون نووية ومدمرة.

يخشى العالم من تحول هذه الحرب إلى حرب عالمية مدمرة للجميع، وللكوكب ككل، خاصة حينما نستحضر أن هذه القوى تمتلك ترسانات نووية ضخمة بإمكان بعضها تدمير الكوكب بأسره، وطالما عقد اتفاقيات على تجريم وحظر استعمالها في الحروب غير أن مستوى التوتر والحرب ينذر بالأسوء.

واعتبر الخبير الاستراتيجي عصام العروسي، أن احتمال اندلاع حرب عالمية ثالثة، بعد التكهنات التي اثيرت حول هذا الأمر، خاصة بعد الأمر الذي أصدره فلادمير بوتين بوضع قوات الردع النووية الروسية في حالة تأهب، أن هذا الاحتمال يبقى مستبعدا.

وأضاف العروسي في تصريح لجريدة “هبة بريس” الالكترونية، أن بوتين دعا إلى ذلك من أجل تحسين موقعه التفاوضي، ولأجل تحقيق أو ترسيم مكاسبه السابقة وفي مقدمتها الاعتراف الدولي بكون شيه جزيرة القرم أرض روسية والاعتراف باستقلال جمهوريتي لوهانسك ودونييتسك التي اعترفت بهما روسيا.

وأردف الخبير في العلاقات الدولية قائلا :”أن هذا التلويح مجرد مناورات وأوراق عسكرية يلعب بها بوتين لأجل تحصين هذه المكاسب تفاوضيا، وعلى غرار ذلك كذلك تلعب امريكا واوربا اوراقا عسكرية أخرى ضد روسيا كتسليح اوكرانيا، مع السلاح الآخر الذي هو سلاح العقوبات يضيف العروسي”.

واعتبر المتحدث أن سلاح العقوبات ستكون له تبعات اقتصادية كبيرة على روسيا وفي نفس الوقت ستتأثر به اوربا كذلك، خاصة في المجال الطاقي أي في امدادات الغاز والتفط الروسي، ما سيؤدي إلى نقصها وارتفاع اثمانها في اوربا، وفي عدد اخر من المواد الاساسية كالقمح والمواد الأولية المعدنية كذلك.

وخلص الخبير الاستراتيجي إلى أن التلويح بقوات الردع النووي هي آخر ورقة يمكن أن يلعب بها بها بوتين ضد خصومه، سيما وأن عدد آخر من الدول الأوربية تمتلك اسلحة وقوات ردع نووية هي الأخرى، مستبعدا امكانية تحول الحرب الحالية في أوكرانيا إلى حرب عالمية ثالثة.

مقالات ذات صلة

‫2 تعليقات

  1. اكرانيا ساحة حرب بين روسيا و النيتو. روسيا تلعب عسكريا و مهندسوا النيتو يحاربون اقتصاديا و سياسيا.انه صراع وجود بين القوتين.كيف ستقاوم اكرانيا عسكريا ،و كيف ستقاوم روسيا اقتصاديا،
    لاكن كيف تستفيد الانضمة العربية من احتياجات روسيا الاقتصادية و المالية.هل بمراكمة اسلحة نوعية،هل بشراء تكنلوجيا و مصانع عسكرية للتنفيس علي روسيا ماليا.و ما هي الدول العربية القادرة على هاته الخطوة.
    ان انتصرت روسيا و فرضت امرها الواقع سيتغير النضام الدولي الي استقطاب حاد.
    اما ان تراجعت روسيا سيتقدم الغرب و حلف النيتو خطوات مهمة و جريئة.
    انها بداية حرب عالمية تالتة من نوع جديد و مختلف. و بداية مواجهة عند خطوط التماس.
    لاكن ستسمى حرب عالمية تالتة بشرط ان استدرجت روسيا الصين لدعمها اقتصاديا و ماليا بالخصوص ادا اجتمعوا و اتفقوا على انشاء منضومة و قنوات مالية و اقتصادية .
    طريقة العقوبات الغربية و استحوادها على عناصر القوة متل نضام سويفت ،و الرياضة و دور الشركات الكبرى ينبه و يحدر قوى عضمى متل الصين علي بناء و خلق ادوات اقتصادية و مالية بدل سويفت و بدل تاتير دور الشركات الكبرى التابعة لدولها.الصين تحت تهديد الخطة الجديدة للعقوبات الاقتصادية و المالية لاحقا.
    فيا ترى مادا تقول السياسة الصينية و كيف تخطط و ما ردة فعلها…
    دور الصين سياسيا اصبح حاسما و مهما
    الاعلام العربي لا يركز على دور و رائ و تصور الصين.

  2. فلادمير بوتن رجل يشعر بجنون العظمة والغرور.وهو يلوح بحرب نووية عالمية ثالثة سوف تاتي على الاخضر واليابس و تدمر العالم باسره.
    لهذا على. المجتمع الدولي وخاصة الدول العظمى
    جعل حل لهذه الكارثة قبل فوات الاوان.ولو بالتضحية باوكرانيا لتجنب العالم باسره عواقب هذه المصيبة لا قدر الله.وهذه هي الحقيقة التي لا مناص منها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى