مقاهٍ بسباتة بالبيضاء.. وكرٌ لسماسرة الانتخابات بمباركة من السلطات

تعيش العديد من المقاهي والمحلات التجارية والقيساريات والشوارع بمنطقة اسباتة بمدينة الدار البيضاء على وقع الفوضى والتسيب و” التسمسير الانتخابي بالعلالي”، وعدم الالتزام بالتدابير الاحترازية الموصى بها من قبل السلطات العمومية.

ويكاد يجزم المرء، أن منطقة اسباتة أضحت خارجة عن القانون بفعل بعض الممارسات اللاقانونية لسماسرة الانتخابات الذين أخذوا من بعض المقاهي مركزا لهم للتدارس حول الكيفية التي تتم بها تقطيع الكعكة وتوزيعها، والغريب في الأمر أن هذه الكائنات الانتخابية التي تقتات على الفتات، تنشط أمام أعين السلطات المحلية وبمباركة منها أحيانا، ضاربة بذلك عرض الحائط كافة القوانين المؤطرة للانتخابات التي تروم خلق منافسة شريفة تنسحم وتوجهات البلاد تحت القيادة الرشيدة لملك البلاد محمد السادس حفظه الله.

منطقة اسباتة هاته، التي تحولت في الآونة الأخيرة إلى وجهة مفضلة لهذه الكائنات الانتخابية التي باتت تؤثث المشهد السياسي بعد غياب طويل، خرجت من جحورها لتمارس هوايتها المفضلة في استمالة الناخبين بدون استحياء، وللأسف بات حتى بعض الشباب من العاطلين عن العمل يلعبون هذه اللعبة القذرة مقابل ” بقشيش قليل” من دريهمات، ومنهم من بات يبيع ويشتري بالعلالي وكأن في سوق البشرية، على موائد الشاي والقهوة داخل أروقة مقاهي شعبية، أمام أعين السلطات دون تسجيل أي تدخل يذكر.

غير بعيد عن هذه الممارسات اللاوطنية، تجد في الشوارع والقيساريات والمحلات التجارية مشاهد أخرى ومظاهر تسير في الاتجاه المعاكس لما تم التخطيط له من قبل السلطات العمومية في مواجهة كورونا، لاسيما مع الارتفاع الخطير في عدد الوفيات ببلادنا…فشوارع اسباتة تعج بالباعة والمواطنين بلاكمامات وبلا تباعد، وأصوات الطعاريج تملأ الفضاء هرجا ومرجا ونساء يرقصن على ايقاعاتها احتفاء بعاشوراء وطقوسها الشيطانية، وكأن هؤلاء غير معنيين بالوضعية الوبائية المقلقة…ليبقى السؤال مطروحا: هل الأمر يتعلق بهدنة غير معلنة من قبل السلطات المحلية والأمنية مع هذه المظاهر وهؤلاء المخالفين؟ أم أن الجهات الوصية قد استسلمت ورفعت لواء الراية البيضاء؟.

هبة بريس وبكل جرأة، تناولت هذا الموضوع بهدف ايصال رسالة واضحة إلى السيد وزير الداخلية عبد الوافي لفتيت المشهود له بالنزاهة والتجاوب والحس الوطني، ورسالة أيضا للسلطات المعنية بضرورة خطورة الوضع، سواء تعلق الأمر بمدى التزام المواطنين بقواعد التباعد الاجتماعي والتدابير الاحترازية من جهة، والتحذير في الوقت ذاته من ممارسات ” التسمسير بالعلالي” التي أضحت ظاهرة للعيان بالعديد من المقاهي أبطالها منتخبون ومساعدوهم من عديمي الضمير، الذين انخرطوا بشكل مبكر في نسج خيوط الحملات الانتخابية السابقة لأوانها دون استحياء، ودون تغليب مصلحة الوطن على مصالحهم الشخصية الضيقة..

فهل ستتحرك السلطات الأمنية والمحلية بمنطقة اسباتة للضرب بقوة على أيادي هؤلاء وتقديمهم على أنظار العدالة للتحقيق معهم؟ وهل ستعمل السلطات المعنية على تفعيل دوريات المراقبة والانزال الميداني لارغام المخالفين على الالتزام بالتدابير الاحترازية قبل فواة الأوان؟ أم أن سياسية ” شوف وسكت” ستبقى حاضرة مساهمة في خلق بيئة مناسبة لهذه الكائنات الانتخابية التي للأسف منها من بات أسيرا لدى أولي نعمته.

مقالات ذات صلة

‫2 تعليقات

  1. للأسف الشديد نحن أمام فشل اجتماعي أو بالأحرى فشل أخلاقي. أين الضمير الحي و اين الضمير المهاني؟ الله ياخذ الحق

  2. إذا لم تخلص السلطة في واجبها وتقطع مع هاته الممارسات الشنيعة لن يرجى خير في بلادنا ابدا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى