فاجعة درب مولاي الشريف.. عندما يُشرد المواطن داخل وطنه”فيديو”

طارق عبلا_ هبة بريس

كُلنا عاينا وعشنا تلك المأساة التي عرفها درب مولاي الشريف بالحي المحمدي بالبيضاء، العالم أجمع تابع تلك الصورة لمنازل تنهار على رؤوس ساكنتها بعد التساقطات المطرية الأخيرة التي عرّت واقع التدبير المفوض وأحرجت القائمين على تدبير الشأن المحلي من هيئات منتخبة وسياسية، وأماطت اللثام عن تلك الصورة النمطية التي ظلت تلازم هؤلاء المنتخبين في تحركاتهم وحملاتهم الانتخابية.

عندما يُشرد المواطن داخل وطنه، أوعندما يفترش الأرض ويلتحف السماء على أنقاض ما تبقى من حطام منزله ومحتويات بيته، فتلك قصة أخرى تروى بطعم الدموع والآلام والأحلام الوردية.

انهيارات بالجملة بطعم رائحة الموت، مواطنون بسطاء قادهم القدر نحو عالم مجهول ليجدوا انفسهم بلا مأوى ولا عمل ولا سقف يقيهم القر والبرد القارس في زمن الجائحة و”الليالي حياّني”، صورة ارتأينا نقلها بكل مسؤولية وتجرد من الأنانية والحسابات الضيقة، لا نريد من ذلك فضلا من أحد، بل هي أمانة على عاتقي وعاتقك وجميعا لنردد بكلمة واحدة وخطاب مسموع …أغيثوا ضحايا درب مولاي الشريف..

صرخة بطعم الألم، لعلها تجد آذانا واعية وقلوب خاشعة وقلب رحيم، أين هم محسنونا ورجال أعمالنا وسياسيونا وجمعويونا الذين بمناسبة او أخرى ترى البعض منهم يقتنص فرصة أخذ صورة تذكارية ولو على حساب توزيع قنينة ماء أو قطعة خبز على فقير بائس، أين اختفى هؤلاء ولم يكلفوا أنفسهم عناء تقاسم المعاناة مع هذه الفئة المتشردة بلا مأوى؟

صرخة بطعم الدموع، تُسائل من له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد… فبعد سقوط العديد من المنازل مع الضحايا في الأرواح والممتلكات، وعوض البحث عن حلول جريئة تحفظ الكرامة لهؤلاء الآدميين البسطاء في إطار إعادة ايوائهم وجمع شملهم، هاهم تفاجؤوا بضرورة إخلاء المكان دون مراعاة ظروفهم الاجتماعية والمعيشية ودون التفكير في أطفالهم الذين يتابعون دراستهم..بالمؤسسات التعليمية، قرار عجل بانتقال العصبة المغربية للدفاع عن حقوق الإنسان بإقليم عين السبع الحي المحمدي جهة الدار البيضاء سطات في شخص كاتبها الإقليمي لحسن جعلوطي مرفوقا بأعضاء المكتب الإقليمي لتقديم المواساة والتهديد بالمقاضاة لارجاع الحقوق إلى أصحابها.

حضور هؤلاء الحقوقيين ولو على بساطته كان بمثابة البلسم الذي خفف من آلام جروح هؤلاء المواطنين الناجين من الموت، بعد أن قدموا وعودا للدفاع عنهم وعن قضيتهم العادلة من خلال جمع كافة المعطيات والاستماع إلى كافة الضحايا وشكاياتهم بغرض عرضها على انظار العدالة في مواجهة الجهات المعنية، حضور بطعم الإنسانية وتقديم يد العون اختتم بوجبة إفطار جماعي ومأدبة غداء للأسر المنكوبة، وبحضور باشا، والقياد واعون السلطة ورجال الأمن والقوات المساعدة، وجه الكاتب الإقليمي لحسن جعلوطي رسائل عدة إلى الجهات العليا، مما خلف نوعا من الارتياح في صفوف الأسر المتضررة التي التمست عدم التخلي عنها في هذه الظروف العصيبة.

تفاصيل أخرى ضمن الفيديو التالي يلخص الإجراءات المزمع اتباعها دفاعا عن هذه الفئة المتضررة:

مقالات ذات صلة

‫2 تعليقات

  1. كل التوفيق والنجاح صحيفة متميزة وفي المستوى ألمطلوب وصحفيون أروع شكرا جزيلا على لكم على مجهوداتكم لإيصال الاخبار لنا 🌹🌹

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى