كورونا يخطف طبيبا للعيون بسطات
محمد منفلوطي_ هبة بريس
استفاقت ساكنة مدينة سطات اليوم الأحد ومعها كافة الكوادر الطبية والتمريضية بمختلف ربوع الوطن، على خبر فاجعة يتعلق باختطاف طبيب جراحة العيون ابراهيم افروخ من قبل فيروس كورونا اللعين، لينضاف بذلك إلى لائحة شهداء الواجب من نساء ورجال الصفوف الأمامية الذين وهبوا أنفسهم وأرواحهم دفاعا عن حياة المرضى والمصابين.
خبر وفاة طبيب جراحة العيون هذا الذي كان يستغل في وقت سابق بمستشفى الحسن الثاني بسطات قبل تأسيسه لعيادته الخاصة بشارع الحسن الثاني، هو خبر نزل كالصاعقة على نفوس زملائه ومرضاه، لاسيما وأن الرجل كان يعد من الكفاءات العالية في مجال طب العيون.
للرجل مواقف ثابتة وشجاعة وحكمة وتبصر، عرفته عن قرب وجدت فيه الرجل الانساني الذي لا يميز بين صغير ولاكبير ولا وزير، مرضاه عنده سواسية، للتاريخ وللشهادة، حضرته يوما وهو يدافع عن حق المريض في أخذ حقه من التطبيب بدون واسطة ولا محسوبية، وقد ثار في وجه أحد المنتخبين الذي كان بمعية اثنين من أقربائه الذي حاول تخطى طوابير المرضى الذين كانوا حينها مصطفين أمام مكتبه بقسم طب العيون بمستشفى الحسن الثاني بسطات دون حق الأسبقية، ليثور في وجهه قائلا: ” واش هاذوا ماشي بنادم، معندهمش لي يدوي عليهم، شد نوبة ديالك، ولمبغيتيش سير خلص عليهم فلوسك في مصحة خاصة”.
موقف بطولي ظل لسنوات عالقا في ذهني، حينها عرفت في الرجل شهامته وموقفه، كان رحمه الله إطار طبيا متمكنا متمرسا، مواظبا على عمله عكس ممن يشتغلون بصيغة الغيابات المتكررة.