أخصائية مغربية تؤكد فعالية دواء ”الكورتيزون“ في إنقاذ أرواح المصابين ب”كورونا“

هبة بريس ـ الرباط

•الكورتيزون، “العلاج المعجزة” في حالات كورونا الشديدة

قالت خديجة موسيار، اختصاصية في الطب الباطني و أمراض  الشيخوخة، ورئيسة الجمعية المغربية لأمراض المناعة الذاتية والجهازية، بأن دراسة دولية كشفت عن فعالية مؤكدة لأدوية الكورتيكوستيرويدات في علاج الإصابة بفيروس كوفيد -19 و ذالك في الأشكال الحادة منه.

واسترسلت خديجة موسيار، في تصريح لجريدة ”هبة بريس“ الإلكترونية، أنه وبناءً على هذه الأدلة الجديدة، أصدرت منظمة الصحة العالمية مؤخرا إرشادات علاجية جديدة، توصي بشدة استعمال هذه المواد لعلاج الحالات الشديدة و الحرجة حصرا مع التحذير من اللجوء اليهم في الحالات الغير الشديدة.

وأضافت بأنه من المرجح أن يؤدي استخدام الكورتيزون للمرضى الأقل ضررا بالمرض أو الذين لا يعانون من أي أعراض إلى تقليل دفاعاتهم المناعية لمحاربة الفيروس. وهذا طالما أن هذا الجهاز المناعي لا يبالغ في رد فعله.

• تجارب سريرية دولية تعطي الأمل في علاج الحالات الشديدة

الدكتورة خديجة موسيار، أوضحت أنه غالبًا ما تؤدي الأشكال الشديدة من مرض كوفيد 19 ببعض المرضى إلى العناية المركزة، بسبب فشل الجهاز التنفسي. بعد ذلك يعتمد العلاج أساساً على تقنيات الأوكسجين والتهوية الاصطناعية بما يسمى بالعناية القياسية ولم يظهر أي دواء حتى الآن فعالية حاسمة في هذه المرحلة من الخطورة.لكن نتائج الدراسة أعطت أمالا جديدة. تشير إلى أن العلاج بالكورتيكوستيرويدات يقلل من مخاطر الوفاة  بنسبة 21٪ وذلك في  الأشكال الحادة من المرض بالإضافة إلى ذلك، لم يلاحظ أي آثار جانبية ضارة عند استخدامها.

وأوردت ذات المتحدثة، أن هذه الدراسة التي نُشرت نتائجها في 2 سبتمبر2020 في مجلة الجمعية الطبية الأمريكية، هي عبارة عن تحليل تلوي لمجموعة مكونة من 7 دراسات، تمت بتنسيق من منظمة الصحة العالمية وجامعة بريستول ، وجمع هذا العمل البحثي بيانات 1703 مريضًا من 12 دولة من بينها فرنسا، المملكة المتحدة، البرازيل، كندا، الصين، إسبانيا، الولايات المتحدة، الذين تلقوا عن طريق القرعة، إما الرعاية القياسية، و إما دواء وهمي مع الرعاية القياسية، أو مادة كورتيكوستيرويد التي تشمل ثلاث أدوية : ديكساميثازون ، هيدروكورتيزون أو ميثيلبريدنيزولون.

وأضافت الأخصائية المغربية، أن هذا التحليل يدعم نتائج بحث آخر، نُشر في يونيو من طرف جامعة أوكسفورد، أظهر فعالية الكورتيكوستيرويد عند المرضى المصابين بحالات خطيرة. موضحة أن هذا الإعلان الأول أدى في الواقع إلى تسريع توظيفة في المستشفيات حتى قبل إعلان نتائج الدراسة الدولية. مشيرة إلى أن توصيات منظمة الصحة العالمية هذه لا تتعارض مع الممارسات المتبعة منذ عدة أشهر في المغرب، حيث تم استخدام هذه الأدوية في الحالات الخطيرة، كما تداولته الصحف.

•الكورتيزون ، الدواء القديم الذي ينافس هرمون الغدة الكظرية

وبخصوص الكورتيكوستيرويد، أوضحت الدكتورة خديجة موسيار، أنها تساعد في تقليل الالتهاب عندما يبالغ الجهاز المناعي في رد فعله ضد العدوى أثناء ما يسمى بعاصفة السيتوكين. مؤكدة أن هذا الرد المفرط يضر بالرئتين على وجه الخصوص ويؤدي في كثير من الأحيان إلى نتيجة مميتة بعد ضائقة تنفسية .

وبخصوص السيتوكينات، أوضحت أنه جزيئات ذات إشارات كيميائية توجه استجابة مناعية صحية يخبرون الخلايا المناعية لمهاجمة الجزيئات الفيروسية في الجسم. ولكن  في عاصفة السيتوكين،  تبدأ الخلايا المناعية في مهاجمة الأنسجة السليمة أيضًا.

وخلصت موسيار،  أن الكورتيكوستيرويدات أثبت مرة أخرى أنها ضرورية في مواجهة هذا الفيروس ، كما هو الحال في العديد من الأمراض وذالك منذ 70 عاماً. موضحة أن هرمون كورتيزون تفرزه الغدد الكظرية التي تقع فوق الكلى، حيث في عام 1949 أحدث تطوير الكورتيزون الاصطناعي ثورة في علاج العديد من الأمراض بسبب تأثيره القوي جدًا كمضاد للالتهابات مع كونها زهيدة الثمن. وهذا الإعلان يستحق الثناء، حتى لو كنا لا نزال ننتظر اللقاح أو الدواء المضاد الذي يسمح لنا بالتخلص من هذا الفيروس. على حد تعبير الدكتورة خديجة موسيار، اختصاصية في الطب الباطني و أمراض  الشيخوخة، ورئيسة الجمعية المغربية لأمراض المناعة الذاتية والجهازية.