واقعة سوق الغنم بالحي الحسني…العِيدْ بِشْرَعْ اليَدْ
محمد منفلوطي – هبة بريس
واقعة ماباتت تعرف بفوضى سوق الأغنام بمنطقة الحي الحسني بمدينة الدار البيضاء في زمن كورونا وأجواء عيد الأضحى التي تجسد سنة نبوية لأبينا ابراهيم الخليل، واقعة عاشتها المدينة وتناقلتها مواقع التواصل الاجتماعي في زمن حرج وأيام مباركة تزامنا و الأيام العشر من ذي الحجة التي يكثر فيها التهليل والتكبير والاستغفار والتعبد والتقرب إلى المولى عز وجل لعله يرفع عنا البلاء، واقعة تزامنت ووقفة حجاج بيت الله الحرام بمشاعر عرفة استعدادة لرمي الجمرات في أيام التشريق، في هذا الزمن بالضبط ارتأى مهندسو هذا الهجوم على سوق الغنم أن يكون “رمي الجمرات” لديهم عبارة عن رمي لأحجار لا تبقي ولاتذر، دكوا بها ساحات السوق، وعاث البعض منهم فسادا ونهبا جهارا، دون حشمة ولامروءة ولاعزة نفس، حملوا الأضاحي على الأكتاف وانطلقوا بها وكأنهم أبطال عادوا للتو من ساحة معركة دارت رحاها دفاعا عن الشرف…وا أسفاه….
قبل يوم واحد من حلول عيد الأضحى المبارك، كان لعدسة الكاميرات موعدا مع التقاط مشاهد مقززة من فوق شرفات المنازل، مشاهد بعيدة كل البعد عن مواقف المغاربة الأحرار، الذين يملكون باعا طويلا في الحفاظ على الأمانات والدفاع عن المكتسبات، فكيف لهذه المشاهد أن تنتسب لمجتمعنا وتقاليدنا ما الذي يحصل بالضبط؟…فلا قيمة للمبررات كيفما كان نوعها ولونها، ولا مكان للتحجج بغلاء الأضاحي أو ما شابه ذلك مادمنا نعيش في دولة القانون والمؤسسات.
قبل يوم من عيد الأضحى ونحن نعيش أياما عصيبة تتطلب المزيد من التآزر والتعاون ودعم الفئات الهشة تماشيا وخطاب ملكنا حفظه الله ورعاه في خطاب العرش الأخير الذي أكد فيه على المغاربة أبانوا عن تضامنهم في زمن المصائب والشدائد…. قبل يوم العيد اختار مجموعة من “البشر” الهجوم على شاحنات آمنة أصحابها فلاحون بسطاء أخذ منهم القهر والفقر في زمن كورونا أخذا، فقصدوا السوق لعله يعيد لهم بصيص أمل في ضمان موسم فلاحي يحمي دماء الوجه…
قبل يوم من عيد الأضحى كان لهؤلاء موعد مع وابل من الأحجار، تزامنت ورمي الجمرات بالمشاعر المعظمة من قبل حجاج بيت الله الحرام، أحجار نزلت كالصواريخ على رؤوس العباد، فيما اغتنم البعض الآخر الفرصة لينقضوا على الخرفان والأكباش وحملها على الأكتاف ليجعلونها أضحية لهم تقربا إلى الله في يوم عيد الأضحى…وعن أي عيد يتحدث هؤلاء وعن أي تقرب؟ مقاطع الفيديوهات التي انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي والتي وثقتها كاميرات لمواطنين عبر هواتفهم النقالة، ستبقى شاهدة على هول هذه المشاهد التي لا تمت لتقاليدنا وعاداتنا بصلة، لاسيما في هذه الظروف التي أبان فيها المغاربة قاطبة عن وعي حقيقي في زمن التضامن…ما الذي وقع وكيف جرت أطوار هذه ” المعركة” التي استعملت فيها مختلف الأحجار، مما ساهم في خلق فوضى عارمة، رفع من منسوب حدتها تحرك شاحنات الأكباش دفعة واحدة، محاولة من أصحابها الهروب بجلودهم قبل أن يطالهم القصف والنهب من قبل غاضبين تذرعوا بارتفاع لهيب أثمنة الأضاحي.
خطف للأكباش نهارا جهارا، جعل العناصر الأمنية تتدخل لاحتواء الأمر وإعادة السوق إلى هدوءه، واعتقال العديد من المشتبه فيهم، ووضعهم تحت تدابير الحراسة النظرية الى حين استكمال التحقيقات..