ازمة كورونا : حلول لتجاوز الخوف والهلع بسبب ما يتداول حول ” الوباء

ع اللطيف بركة : هبة بريس

أكدت دراسات أنجزها باحثون في الصحة النفسية والغذائية، أن الخوف والتوتر المرتبطين بانتشار جائحة “كورونا”، يرتفع أكثر مع مرور الوقت لدى أغلب المواطنين بسبب التتبع المستمر لنشرات الأخبار، أو وسائل التواصل الاجتماعي والمحادثات الجماعية، واطلاعهم على المحتويات المتداولة عن الفيروس، مما يتسبب في ارتفاع القلق و الوصول إلى مرحلة العجز عن تقبل أعداد المصابين بالمرض وأعداد من ماتوا على إثره.

وقسم الباحثون الخوف الى نوعين أحدهما إيجابي فطري، يساعد في الحماية ويقوي المناعة النفسية للشخص، ويساعده على اتخاذ مجموعة من الإجراءات والاحتياطات الضرورية لمواجهة الخوف، ويزيد من نسبة التركيز والانتباه لأي تهديد محتمل قد يتعرض له على اختلاف شكله أو نوعه، ومنها الحرص على النظافة والتعقيم والالتزام بالإجراءات والتعليمات التي حددتها المصالح المختصة.

كما حددت الدراسة الخوف السلبي المبني غالبا على معطيات غير واقعية ناتجة عن التضخيم والمبالغة، ويخلق نوعا من التوتر والضغط قبل أن يتطور إلى حالة من الهوس الخاطئ التي قد ينتج عنها اضطرابات القلق، ويتخذ الشخص على إثره العديد من القرارات الخاطئة، ويتبنّى العديد من التصورات غير الصحيحة بناء على خوفه فقط”.

واشار الباحثون في الطب النفسي أن هذه الحالة يصبح خلالها الخوف حالة مرضية بعد المرور من مرحلة اليقظة التي تكون قصيرة، يحاول خلالها الشخص بذل كل جهده وطاقته لمواجهة الصعوبات ومقاومة الضغط للتأقلم مع الوضع الجديد، قبل أن ينتقل إلى المرحلة الأخطر حيث تتحول حالة الهلع إلى مرض نفسي، تحتاج إلى تدخل طبي.”

و نصح الباحثون عن طرق وجب اتخادها لمواجهة الخوف من ضمنها ضرورة ممارسة مجموعة من الأنشطة كالرياضة المنزلية والاسترخاء، وأداء الصلوات الخمس في وقتها مع الحرص على الدعاء، إضافة إلى وضع برنامج للمطالعة وقراءة الكتب، إلى جانب الانضباط لبرنامج غذائي منظم، مع الحرص على التوسط في النوم، وعدم تجاوز ثمان ساعات ليلا مع فترة قصيرة للقيلولة وسط النهار، وتقسيم اليوم إلى أربع فقرات بجدية وانضباط، وتقديم الأعمال الهامة والمستعجلة.

كما نصح هؤلاء أن التواصل مع العائلة والأصدقاء، مهم جدا وسيساعد في تقوية القدرة على مواجهة الضغوطات، ويعوض الأخبار الزائفة والشائعات، التي لها دور سلبي في إضعاف قدرة الأشخاص على التحمل والمواجهة.

وفضل الباحثون ضرورة الابتعاد على الشائعات و الاكتفاء بالأخبار الموثوقة وتنويعها، والتقليل من الأخبار عن كورونا وما يرتبط بها”.

ودعا الباحثون إلى ضرورة اجتناب بعض العادات السيئة كتناول الحبوب والتدخين، مبينا أن فترة الحجر فرصة مواتية للمدمنين لوقف هذه العادة واجتناب المنبهات، و ضرورة استشارة الاطباء أو الاختصاصيين النفسيين عند الشعور بالاكتئاب أو زيارة مركز من مراكز الاستماع للوقوف على كيفية التعامل مع المستجد المرتبط بالتغيرات المتعلقة بالحجر الصحي والمكوث في البيت وما ينتج عنه من مشاكل متعددة على مستوى الفرد وبين أفراد الأسرة الواحدة خصوصا بين الأزواج.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى