أعراس المغاربة… تقاطعات بين تقاليد الماضي ومتطلبات الحداثة

القسم الفني _ هبة بريس

كانت الأعراس المغربية إلى عهد قريب تدوم سبعة أيام بلياليها الملاح، لكن عصر التكاليف الباهضة و السرعة أتى على كل شيء احتفالي حتى الزفاف!

لكل منطقة مغربية معتقدات خاصة حول طريقة الاحتفال بالزواج، لكن ما يوحد المجتمع المغربي شيئان، أولهما ذلك التقديس لحفل الزفاف، وثانيهما كون كل المناطق المغربية تشترك في طقوس متشابهة في ما يخص الاحتفال بالزواج.

كانت أيام العرس المغربي في غالب الأحيان ثلاثة، لكل يوم خصوصيته وطقوسه، فاليوم الأول هو مخصص لحمام العروس، إذ تصطحبها صديقاتها وقريباتها وجاراتها إلى الحمام المغربي التقليدي ليصبح مكانا مصغرا للاحتفال بالزفاف.

أما اليوم الثاني، فكان مخصصا للحناء، فنقش الحناء هو من الطقوس الأصيلة للزفاف المغربي، وكان من المستحيل التخلي عن هذه العادة لأن المغاربة يتفاءلون بالحناء ويعتبرونها مصدر تفاؤل بالحياة المستقبلية للعروس.. ويقول المعتقد الشعبي إن التخلي عن هذه العادة نذير شؤم لحياة العروس الزوجية! وتقوم الفتيات العازبات الحاضرات يوم نقش الحناء بالتناوب على «النقّاشة» التي تقوم بنقش أيديهن من باب «الفأل الحسن».

وختاما، هناك اليوم الثالث، والذي يعتبر أهم يوم في الزفاف المغربي ففيه تزف العروس لزوجها. في هذا اليوم يتم إحضار «النكافة»، وهي سيدة تتكفل بزينة ولباس العروس، ف«النكافة» المغربية عامل رئيسي لإنجاح حفل العرس، بل وجودها أهم من وجود أي فرد من أفراد عائلة العروسين…

كانت النكافة تحرص في السابق على أن تلبس العروس في الزفاف أكثر من لباس تقليدي يكون مختلفا ويمثل بعض مناطق المغرب كاللباس الفاسي والشمالي والأمازيغي ومختلف أنواع القفطان المغربي، إضافة إلى ملابس وأزياء أخرى مثل الزي الهندي والخليجي والتونسي مثلا، لكن الطلة الأخيرة للعروس في الزفاف تكون بالثوب الأبيض الذي ترتديه الأوروبيات في زفافهن.

كما تتكلف النكافة، إثر كل تغيير للعروس للباسها، باختيار الإكسسوارات الملائمة له، كأن العرس المغربي عرض أزياء متكامل، وكان هذا الأمر يرهق فعلا العروس! وترافق عادة عرض الأزياء هذا تشكيلة موسيقية متنوعة جدا، تعزفها الأجواق التي تختار موسيقى تتناسب ولباس العروس، كما تعزف خليطا من الأغاني لشرقية والمغربية إضافة إلى الفولكلور..

ومن بين أهم فقرات العرس «الدقايقية» والذين يقومون بتنشيط العرس بطريقة غير عادية عبر أغانيهم المرحة والتي تبعث نفسا حاميا في العرس.

بعد هذا يتم حمل العروس في «العمارية المغربية» واللف بها في كل مكان العرس.

جدير بالذكر أيضا أن طريقة زف العروس لزوجها تختلف من منطقة إلى أخرى، إلا أن العروس غالبا ما تزف لزوجها على الطريقة الغربية، حيث تأخذ في سيارة فخمة تطلق أبواقها على طول الطريق التي تعبرها إلى حين وصولها إلى الفندق الذي سيبيت فيه العروسان، أما العروس في البادية المغربية فمازالت حتى الآن تزف في هودج يحمل على الأكتاف.

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. الأعراس المغربية أصبحت كلها بذخ و رفاهية و مصاريف زائدة مرهقة تثقل كاهل الأهل , و لا تمضي مدة قليلة حتى تبدأ المشاكل و ربما تنتهي الأمور بالطلاق .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى