الشيشا في المغرب بين سندان رفض مجتمعي ومطرقة فراغ قانوني – على ضوء فاجعة “البوناني” بطنجة

أضحت مقاهي “الشيشة” تكتسح أغلب المدن المغربية، سيما الكبرى منها، فهي تنبت كالفطر في الاحياء الراقية كما الفقيرة، وتستقطب برائحة “المعسل” والستائر المخملية جل الفئات العمرية، الباحثة عن لحظات متعة عابرة، تتكرر كل يوم تحت دخان أنفاس خراطيم النرجيلة التي أهلكت أنفسا وخربت بيوتا كما تسبب في فواجع آخرها حادثة طنجة التي حولت ليلة “البوناني” بعاصمة البوغاز الى “مأتم” بعد وفاة سيدتين إثر حريق شبّ بأحد مقاهي النرجيلة الواقعة بمنطقة “مالاباطا”.

فاجعة “البوناني” بطنجة ، وإن أبانت عن خبث بعض النفوس التي تشفّت في وفاة سيدتين لاذنب لهما سوى أن قدرهما أرغمهما على البحث عن لقمة العيش في هكذا أماكن، فانه أعاد النقاش مرة أخرى حول هذه الفضاءات المنتشرة بعدد من المدن المغربية بتصاميم مختلفة متنوعة وجذابة لاتحتاج الى كبير عناية لادراك أنها خاصة بتدخين الشيشة.

في المغرب السمعة السيئة لاستهلاك الشيشة تعود بالدرجة الاولى إلى كونها دخيلة على المجتمع إذ لم تتجاوز مدة وجودها بالمملكة 15 عاماً، بخلاف الدول العربية الأخرى التي تتواجد فيها الشيشة منذ زمن بعيد، رغم أن تدخين الشيشة يعد من الظواهر المرفوضة مجمعياً في المغرب، إلا أن محاولات القضاء عليها فشلت، ما دام أن عدد من المستفيدين منها لهم قوة ونفوذ داخل بعض المجالس والبلديات.

الإقبال على تدخين الشيشة في المغرب ما زال يقابل بجدل واسع في العديد من المدن حيث أنه رغم هذا الرفض إلا أنه لا يوجد حتى اليوم قانون يجرم استهلاك الشيشة أو بيعها، علما ان مشروع قانون حول هذا الموضوع تمت مناقشته لكنه لم يدخل حيز التنفيذ، ويتضمن هذا المشروع حوالي 28 مادة، تؤطر الشروط التي يجب إتباعها من طرف أرباب مقاهي الشيشة أو المدخنين بصفة عامة، كتحديد مساحة المحل ومنع تقديمها للقاصرين”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى