شغب الملاعب.. قراءة سوسيولوجية وأمنية ل”الظاهرة”

اسماعيل بويعقوبي – هبة بريس

احتضنت مدينة طنجة أمس الجمعة 13 دجنبر ، ندوة وطنية حول “دور وسائلا الاعلام في محاربة شغب الملاعب” ، من تنظيم المركز الاعلامي المتوسطي، وبمشاركة اعلاميين وخبراء ومختصين في مجال السياسات الرياضة وعلم الاجتماع بالاضافة الى ممثل عن المديرية العامة للأمن الوطني.

الدكتور فؤاد بلمير، باحث في علم الاجتماع قدم قراءة سيكولوجية وسوسيولوجية للظاهرة ، بعدما عرّج على كرونولوجيا شغب الملاعب، الذي أدى في محطات تاريخية عديدة الى العنف والعنف المضاد مقدما مثالا بمباراة الهندوراس والسلفادور التي أدت الى مايشبه الحرب ، وكذا قرار محكمة منتشستر في ستينيات القرن الماضي بتجريم كرة القدم لخطورة “الهولغانز”.

واضاف المتحدث ان الانسان المغربي ليس ميالا الى العنف لكن مايحدث مؤخرا يطرح علامات استفهام كبرى ، مما يستوجب تدخلا عاجلا لحلحلة الظاهرة، واعادة صياغة السؤال حول الاسباب الحقيقية التي تركن في الظل والعتمة بخصوص دوافع العنف الكروي.

وأردف بلمير أن خطورة العنف في الملاعب تكمن في سيكولوجية الجماهير التي ترفع منسوب العنف ليصبح مدمرا، وهنا – يضيف المتحدث – :” فالعنف داخل الملاعب يبدأ بشعارات بسيطة ثم مواجهات، ليتحول الى عنف مدمر،.فالمباراة تنتهي في الدقيقة 90 اذن مايحصل بعد المباراة هو الذي يتطلب وقفة تامل وهنا يكمن دور الاعلام.”.

من جهة اخرى، قدم العميد الممتاز يونس الولهاني، استراتيجية المديرية العامة للأمن الوطني، التي ركزت على مقاربات مندمجة بغية الحد من شغب الملاعب بداية بالاهتمام بالجانب التكويني بالنسة للموظفين الامنيين لضبط كيفية التعامل مع العنف الرياضي، اعتمادا على اساتذة متخصصين في علم النفس من أجل فهم السلوك الدقيق للمشجع المعنف.

أماالنقطة الثانية التي اشتغلت عليها المديرية – يضيف المتحدث – فتتمثل في احداث بنية شرطية مركزية وخلايا أمنية مهمتها تتبع التظاهرات الرياضية وفق مقاربة علمية والقيام بدراسة البنيات التحتية الرياضية تُوضع في تقارير وترسل للقسم الامني الرياضي حيث يتم اعداد ترتيبات خاصة بكل تظاهرة رياضية، بالاضافة الى
الانفتاح على الفاعلين والمتدخلين في التظاهرات الرياضية من اندية ومجالس محلية ومصالح وزارات الشباب والرياضية وفعاليات المجتمع المدني من منطلق تظافر الجهود للحد من الظاهرة.
وبخصوص التعاطي الأمني الصرف مع “الظاهرة”، أبرز المسؤول الأمني أن المقاربة الأمنية وحدها غير كافية، بيد أن الكل ملزم بالانخراط في “حرب” الحد من شغب الملاعب، مبرزا ان المديرية العامة للأمن الوطني منفتحة على وسائل الاعلام باعتبارها لبنة أساسية لتقريب المشاهد من التظاهرات وتكريس الروح الرياضية السمحة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى