هكذا نبه باحثون من أوحال المنشآة الفنية قبل فاجعة الراشدية

ع اللطيف بركة : هبة بريس

بعد أربع سنوات من وقوع فاجعة الرشيدية والتي أودت بحياة 17 ضحية واكثر من ثلاثين مصاب ولازال البحث عن مفقودين، نبه باحثون في الجيولوجيا والبيئة من مخاطر الترسبات الطينية التي تشهدها بعض السدود والمنشآة الفنية بجهة الراشدية بالخصوص والمغرب عموما.

و قد سبق للعالم الجيوفيزيائي المغربي أحمد لشهب، في محاضرة ألقاها من تنظيم شعبة “الجيولوجيا وعلوم الأرض” بكلية العلوم والتقنيات بالراشيدية، حول “الجيورادار واستكشاف الترسبات في السدود والخزانات المائية”، المنظمة سنة 2016، أن دق ناقوس الخطر بخصوص الترسبات الكبيرة على مستوى السدود والمنشآة الفنية جراء انجراف التربة، لافتا إلى ضرورة أخذها بعين الاعتبار على المدى الطويل عند الرغبة في تشييد السّدود.

كما أشار الى أهمية تقنية الجيورادار في تحديد عمق الأحواض الرسوبية والخزانات المائية الطبيعية، متمثلة في البحيرات، والخزانات المائية الاصطناعية كالسدود، والمرتكزة على تقنية ترددات الموجات الصوتية.

وقد سبق للعالم الجيوفزيائي، إنجاز دراسة ميدانية جيوفيزيائية لفائدة المغرب السنة سنة 2015، أن التقنية الحديثة والمكلفة جدا، يمكن استغلالها في إطار استشراف المستقبل على المدى الطويل، من أجل الحد من المخاطر الطبيعية، كما تستخدم في دراسة المواقع الملائمة للسدود والموانئ والفرشات المائية، بصفتها منشآت مواقع تلعب دورا هاما في المجال البيئي من جهة، وتعمل على تدبير الموارد المائية من جهة أخرى، خاصة وأن المغرب مندمج حاليا في إطار منظومة عالمية لمعالجة ظاهرة الاحتباس الحراري.

وفي نفس السياق، أكد باحثون في نفس الاختصاص، أنه من الصعب تحديد كمية حقينة السد بشكل مضبوط في ظل الكميات الكبيرة من الطمي والطين، في حين يتمكن الباحثون والتقنيون من تقديم أرقام مضبوطة حول جودة المياه ومدى تلوثها ومكونات التربة ودرجة الحرارة وغيرها من المؤشرات الفيزيائية.

وتوجد بجهة الراشدية حوالي 750 منشآة فنية، كلها في حاجة الى أعمال لازالة الاوحال المتواجدة بها وهو ما يتطلب اعتمادات مالية وبرنامج عمل قريب ومتوسط المدى لتفعيله .

كما أن سياسة بناء السدود جنبت المغرب ويلات العطش ونقص الماء في العديد من المناطق .

في حين يبقى مشكل الترسبات الطينية بالمنشأة والسدود، الخطر المتواصل نظرا لطبيعة المغرب الجيولوجيا عبر سيادة مجال صحراوي والدي يفتقر إلى غطاء نباتي كثيف يمكن من الحد من انجراف التراب، إلى جانب المنحدرات القوية التي تعرفها الوديان. أما تكاليف إزالة الترسبات فهي مكلفة ماديا من ناحية وبيئية من ناحية أخرى بالنظر إلى الأماكن التي ستوضع بها الترسبات المزالة.

كما أن مشكل التشجير، تعوقه نوعية التربة التي عادة ما تكون غير صالحة للانبات. وللتخفيف من حدة هده الظاهرة وجب أولا، الإكثار من السدود أو الحواجز على طول مجرى النهر، تانيا البحت عن تكتيف الغلاف النباتي على جنبات النهر وكمتال يمكن الاستعانة بنبات الصبار. تالتا الحفاظ على الملك الغابوي، رابعا يمكن التفكير بطلاء اصطناعي بيئي يوضع على الأماكن والمناطق التي تتعرض للانجراف، خامسا، وجب التفكير في بناء سدود مع إمكانية إزالتها مع الزمن عند امتلائها بالترسبات على مراحل محددة بمستويات تمكن من إزالة الترسبات تدريجيا وطبيعيا بواسطة مياه الوادي وبدون تكلفة، ويمكن بعد زوال الترسبات إعادة بناء السد من جديد .

مقالات ذات صلة

‫2 تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى