مباشرة بعد خطاب الملك.. أول كفاءة شابة تغادر أرض الوطن بسبب “الحكرة” و المحسوبية
هبة بريس – الدار البيضاء
تزامنا و خطاب العرش المجيد و الذي شخص من خلاله الجالس على العرش نواقص و سلبيات العشرين سنة من تربعه على عرش أسلافه كملك للمغرب ، و دعوته الحكومة و كافة مسؤولي البلاد للقطع مع ممارسات الماضي و تجديد النخب و الاعتماد على الكفاءات لبناء مغرب جديد ، خرج المخرج المغربي الشاب طه محمد بنسليمان في تدوينة فايسبوكية بحسابه الرسمي ليفجر مفاجأة من العيار الثقيل.
مخرج فيلك “كمبوديا” الذي لعب بطولته ثلة من الفنانين المشهورين يتقدمهم رفيق بوبكر و هو الفيلم الذي حقق نجاحا كبيرا كتب تدوينة فضح من خلالها جملة من الممارسات و الضغوطات التي تعرض لها ، قبل أن يؤكد أنه و بسبب “الحكرة” و المحسوبية و الزبونية و عدم الاعتدماد على الكفاءة و تفضيل مبدأ “باك صاحبي” في التعامل مع المال العام قد قرر ترك المغرب بصفة نهائية و العودة لبلد المهجر الذي احتضنه ذات يوم و منحنه تكوينا و مكانة فنية محترمة.
و جاء في تدوينة المخرج المغربي الشاب ما يلي: “رغم النجاح الباهض و الضجة الكبيرة التي خلفها فيلم “كمبوديا ” إلا أنه تم رفض دعمه اليوم بالمركز السينمائي، لو كان هذا أول فيلم لي لتقبلت الأمر، لكن هذه المرة الثالثة التي يرفض الدعم”.
و اضاف المخرج بنسليمان: “أنتجت فيلم “وريقات الحب” من مالي الخاص سنة 2016 فرفضوا دعمه، وضعت سيناريو لطلب الدعم و تصوير فيلم “المرتزقة” بسبع دول سنة 2017 فرفضوا تدعيمه، أنتجت فيلم “كمبوديا” أيضا من مالي الخاص سنة 2018 فرفضوا تدعيمه أيضا”.
و جاء في ذات النتدوينة أيضا: “بما أن بلادي لا تريدني هنا، قررت أن أكرس مالي و طاقتي و إبداعي بالدولة التي إحتضنتني و درستني و أعطتني كل حقوقي كإنسان و كفنان، دولة إسكتلندا، دولة الحق و القانون و المساواة و العمل و المثابرة، فهناك من سيقدر و يحترم و يدعم أعمالي”.
و لم ينس المخرج طه محمد بنسليمان من دعمه و سانده في مسيرته برسالة وداعه للمغرب ، حيث كتب أيضا: “أشكر كل ما ساعد في إنتاج هذه الأفلام من فنانين و تقنيين و كل من كانت له يد مشتركة و أشكر أيضا الجمهور الجميل الذي أحب عملي و دعمني معنويا، و هذا أكبر فضل، و أعتذر لأني ربما لن أحظى بالعمل معكم مرة أخرى تركت لكم هذا الميدان لتتخاطفوا على بقشيش ما ستوفر لكم الحكومة، للأسف تبقى بلادي العالم الثالث مهما كذبنا على أنفسنا إنتهت صلاحيتي بالمغرب”.