مراكش : خبراء و مقاولون يناقشون تنافسية المقاولة خلال مؤتمر علمي دولي

ع اللطيف بركة

نظمت الجمعية المغربية للتسيير “أ.م.ج” ، ندوة علمية دولية يومي 20 و 21 يونيو بمراكش، و قد إستضافت الندوة خبراء دوليين و أساتذة جامعيين إلى جانب مقاولين و طلبة باحثين.

إفتتاح المؤتمر كان بنقاش نشطه محمد سؤال مستشار المدير العام للمكتب الشريف للفوسفاط، محمد الإدريسي المدير العام للشركةالصناعية “المعامل المغربية “، كريم التازي رجل الأعمال في مجال الأفرشة و رولاند بيريز أستاذ جامعي فخري و خبير دولي في الإقتصاد الصناعي و إستراتيجية المقاولة.
إلى جانب الجلسة العامة عرف المؤتمر عرض أبحاث علمية حول تنافسية المقاولة قدمه أساتذة باحثون و طلبة في سلك الدكتوراة، إنكبت مختلف المداخلات على نقاش إشكالية تحديات تنافسية المقاولة من مختلف الجوانب التسييرية و المالية و البنيوية و المجالية و سياسة الدولة في دعم المقاولة و تطوير تنافسيتها في السياق الدولي الحالي الذي تعتبر فيه تنافسية المقاولة محددا أساسيا في كسب رهان المنافسة و تحصين الأسواق من الغزو التجاري.

و قد إستفاد الحاضرون من ورشات تكوينية في مختلف
تقنيات البحث و إعداد أطروحات جامعية، و كذلك في كيفية كتابة مقالات علمية في الإقتصاد و التدبير و في طريقة إستخدام البرامج المعلوماتية المستعملة في الإحصاء و معالجة المعطيات و القياالقيام بدراسات ميدانية كمية و كيفية.
و من أهم خلاصات المؤتمر الدولي حول تنافسية المقاولة، أجمع المؤتمرون على ضرورة تدخل الدولة من أجل تحسين مناخ الأعمال و الإستثمار عن طريق الشفافية في المعاملات الاقتصادية و المالية و محاربة الرشوة، و تقوية البنية التحتية التي يتوفر عليها المغرب بعد الأوراش المهيكلة الكبرى التي يقودها ملك البلاد، كما دعى المقاولون الدولة إلى حمايتهم من القطاع الغير الهيكل الذي يشكل خطرا على سلامة المواطن خصوصا بالنسبة للمقاولات التي تشتغل في قطاع الغيار و التجهيز، كما يشكل منافسة غير شريفة للأنشطة المهيكلة التي تشتغل في إطار القانون.

إضافة إلى هذا يشكل التهريب عائقا أمام صمود المقاولة في وجه السلع المهربة. و يعتبر المتدخلون إصلاح الإدارة ورشا مهما يجب استكماله لمواكبة أنشطة المقاولة و تسهيل مهامها وجعل الإدارة في خدمة الاستثمار الوطني و الأجنبي. كما يعتبر تأهيل التعليم و التكوين المهني و تحديثه بما يستجيب لحاجة سوق الشغل مفتاحا أساسيا لإنعاش تنافسية المقاولة عن طريق الموارد البشرية المؤهلة. و اعتبرت المداخلات و المرافعات العلمية أثناء الندوة المسؤولية المدنية و المجتمعية للمقاولة رافعة للتنمية المحلية و منبعا للإبتكار و التطوير عن طريق إشراك المجتمع و إدماج المقاولة في محيطها السوسيو إقتصادي.

و أمام مقاولات أجنبية مسلحة بالمعرفة و الخبرة الطويلة و المسنودة من طرف حكومات بلدها، يجد المقاول المغربي نفسه في مواجهة صعبة و أمام منافسة غير متكافئة، و من هنا أعاد الحاضرون التأكيد على دور الدولة و مؤسساتها في دعم المقاولة الوطنية، من خلال توفير الأحياء الصناعية المجهزة بمختلف التجهيزات الضرورية و تسهيل تموين المقاولة و تمويلها و ضمان قروضها و تأطيرها و تأهيل مواردها البشرية و التنقيب عن أسواق خارجية و تحفيز التكتل و التعاون بين المقاولات التي تشتغل في نفس الشعب الإنتاجية. كما تشكل المناولة مناسبة لتوطين التكنولوجيا الحديثة و تأهيل التقنيين و الفنيين المغاربة و نقل الخبرة في التسيير و تدبير الموارد البشرية و الرأسمال الثابت.
و تعتبر الجمعية المغربية للتسيير أن إشكالية تنافسية المقاولة هي إشكالية تتطلب تكثيف الجهود في البحث العلمي و التقني و انفتاح المقاولة على الجامعة و على محيطها المجتمعي و اعتبار الدولة شريكا أساسيا في استراتيجية المقاولة و مؤطرا لها عن طريق النموذج التنموي المنشود

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى