الاعمال الرمضانية: نسق اجتماعي مهادن ومستوى فني يغرد خارج السرب

ربيع بلهواري ـ هبة بريس

عام بعد عام ترسخ القنوات العمومية طبيعتها الإستهلاكية للشعب وتتكثف هذه الصورة النمطية مع قدوم كل شهر رمضان حيث ان المتابع لهاته القنوات يكتشف بأنها تمعن في استبلاد متابعيها.

وقد بقيت هاته القنوات وفية لهذه الاستراتيجية سواء من حيث تحليلنا للمواضيع التي تتناولها تلك البرامج أو من حيث شكلها . ففيما يخص المواضيع تجدها لا تنعكس على واقع المواطن المغربي سواء الثقافي منه أو الاجتماعي لتبقى في كليتها تائهة في السوريالية لكونها تحاول تصوير المواطن المغربي على أنه بسيط في فكره وفي سلوكه وفي نفس الوقت تجعله يتمثل في تلك الصورة والركون إليها والاقتناع بها أما من حيث الشكل فهي تتبنى خطابا أقل ما يمكن أن يقال عنه أنه كوميدي بهلواني لا يصلح في حقيقة الأمر إلا لمخاطبة أطفال لم يتجاوزوا مرحلة المستوى الابتدائي على أكثر تقدير.

فجميع الأعمال والبرامج الرمضانية المبثوثة هذه السنة بالمغرب هادنت الوضع الاجتماعي المتردي ،وتناولت بالمقابل وقائع جانبية لا تتسم بالحيوية والجاذبية ، ولا تتماشى وتلبية انتظارات المغاربة من تحقيق السلم والأمن الاجتماعي ، فجميع المقاربات تطبعها السخرية بهدف الضحك والفرفشة من قبيل تمثلات جزء من المغاربة لمواقع التواصل الاجتماعي ،وتناول قضايا العقار ..وتلك التجاذبات التقليدية بين البدوي والحضري .. بعيدا عن اعتبار التلفزيون منصة للاحتجاج بطريقة فنية.

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى