الفنان رضا بوشناق يعيش أزمة صحية تستدعي الالتفاف

ربيع بلهواري _ هبة بريس

يعيش الفنان الوجدي رضا بوشناق احد مؤسسي فرقة اخوان بوشناق الشهيرة محنة صحية تستدعي الاهتمام والرعاية بما يليق بمقامه كفنان ذو حس جمالي تعفف الشهرة و وطوع الموسيقى للسفر داخل فنون جمالية اخرى متنوعة.

رضا هو الفنان المغني والملحن والمؤلف الذي نريد له وضعية ورعاية صحية تنسينا على الاقل جزء من هول ما تجرعه سابقوه من فناني الشرق عند لزومهم الفراش وتكففهم الناس بعد تدهور صحتهم
وعن سيرته يقول الدكتور والناقد الفني المعروف السيد فريد بوجيدة :
في حي بودير وقريبا من الملعب البلدي و سينما الفتح وحمام بن زعزوع تفتقت موهبته ، وككل المواهب ذات الأصول الشعبية كانت له بداية متدرجة لأن فرص الصعود السريع قليلة جدا ، خاصة في مدينة كانت تعرف فقط بفريقها الكروي المتوج بالكؤوس ، وككل الشباب كان رضا بوشناق منخرطا في حركية الفعل الثقافي الجاد من خلال الجمعيات الثقافية وأيضا عبر صداقاته مع كثير من المثقفين والمبدعين ، و كان مغرما بموسيقى عصره وبتقليعاتها الجديدة ، رغم تنشئته الموسيقية على يد بوشناق الأب ، ولعل هذا التفاعل بين الإيقاعات القادمة من الغرب ، والإرث العائلي المشبع بالموسيقى الشرقية والأندلسية ، هو الذي مكن رضا وإخوانه من إيجاد إيقاع مختلف ، خفيف في تركيباته اللحنية ، وراقص في إيقاعاته ، وقد ساعدهم في ذلك تنوع الآلات الموسيقية ، وعدم الارتكان “للأدوات الموسيقية ” الشائعة آنذاك والمنتشرة وسط شباب المرحلة ، ولعل الإتقان والحرفية الموسيقية هما اللذان جعلا تجربة إخوان بوشناق تبتعد عن الإيقاعات الشعبية ذات الصلة بالقرى القريبة من سهل الشاوية ومن تخوم الأطلسي ، وتتحرر أيضا من سلطة الموروث الموسيقي الذي ساد في سبعينات القرن الماضي مع أغاني المجموعات خصوصا “ناس الغيوان” . لم يكن أحد يتوقع ذلك النجاح ، ومع ذلك نجحت الفرقة وكان لرضا بوشناق دورا أساسيا في رسم أفق جديد للمجموعة ، تجاوزت كل الحدود ، وحملت معها أحلام وآمال جيل كامل ، كرست من خلاله الفرقة لونا موسيقيا شبابيا بروح ثقافية متنوعة مغربية وأندلسية وغربية ، مع لمسة ملتزمة مشحونة عاطفيا بكلمات العشق والولع والغربة ، كلمات صادقة في الأداء ، جريئة في الحس و العمق الجمالي ، وحداثية الطابع والأسلوب ..

راكم رضا بوشناق وهو يقود الفرقة بمعية أخيه عمر تجربة كبيرة شكلت في حينها تميزا حقيقيا لأنها لم تجاري السائد من أغاني المجموعات ، بل كانت تمردا على أنماط الغناء سواء الشعبية منها أو المسماة معاصرة ، حيث واكبت هذه التجربة التجارب العالمية في إيقاعاتها اللحنية ، وبالاخص جمعت بين الأشكال الجديدة والروح التراثية الجميلة، والمتجددة المتمثلة في بعض النماذج الايقاعية “الغرناطية”. لم تتوقف المغامرة هنا بل امتدت إلى الفن السابع حيث شارك رضا بوشناق في تأليف موسيقى عديد من الأفلام بداية من ليام أليام لأحمد المعنوني إلى رجال من طين لمراد بوسيف ،مرورا بطيف نزار لكمال كمال ، والطاكسي المخفي وإبداعات أخرى ، وهو في هذه التجربة أثبت على تجاوز بريق البدايات والماضي المجيد ، و القدرة على التطور من خلال إبداع قوالب لحنية جديدة واستثمار الموسيقى للسفر داخل فنون أخرى ، ذلك هو رضا بوشناق الذي أعطى الكثير ولا زال يعطي …..

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى