تارودانت: “البلطجة” تنسف الجمع العام لجمعية المستقبل للماء

شهد الجمع العام العادي لجمعية المستقبل للماء الصالح للشرب والأعمال الاجتماعية بدوار أيت عبد الجليل جماعة الخنافيف إقليم تارودانت، المنعقد يوم السبت 9 مارس 2019 بمقر الجمعية، والمخصص لتجديد المكتب المسير المنتهي الصلاحية، حالة من الفوضى والمشادات اللفظية والاشتباكات الجسدية بين المنخرطين، انتهت بتأجيل الجمع العام لمدة شهرين.

بوادر نسف الجمع العام كانت بادية منذ اللحظات الأولى لانطلاق أشغاله، حيث عمدت مجموعة محدودة من المنخرطين إلى محاولات التشكيك في صفات الحاضرين، وافتعال المشاحنات مع أعضاء المكتب المسير للجمعية، والتهجم على المكلف بتسجيل الحضور لمنعه من القيام بمهمته التدقيقية، ومنع التغطية الإعلامية لمراسل جريدة (هبة بريس) تحت طائلة التهديد بالضرب والتعنيف الجسدي أمام أنظار ومسامع السلطة المحلية ممثلة بخليفة قائد قيادة أولاد محلة، لتتواصل عملية العرقلة الممنهجة لأطوار الجمع العام، عبر الاعتراضات المتعاقبة والتشكيكات والاتهامات المتتالية الموجهة لرئيس الجمعية ومكتبه المسير المنتهية ولايته، وذلك على طول محاولات عرض وبسط التكاليف والانجازات المتضمنة بالتقريرين الأدبي والمالي لولايتهم، والتي تميزت بتمويل عدد من المشاريع الاجتماعية وتحقيق فائض مالي مقدر بأزيد من 28 مليون سنتيم.

لتستمر فعاليات الجمع العام على هذا النحو من الشد والجذب، والملاسنات والانفعالات المتوثرة والعنيفة، ما خلق جوا محتقنا استحال معه إتمام الجمع العام، سيما بعد أن خيم الليل بظلامه وغادر عدد كبير من الحاضرين مقر الجمعية.

مجريات الجمع العام لجمعية المستقبل، والذي حضره أكثر من 170 منخرط من أصل نحو 320 منخرط، خلفت استياء واستنكارا كبيرين في صفوف غالبية المنخرطين الحاضرين، والذين نددوا بما وصفوه بالعبث و”الهتران”، مطالبين في ذات الآن بضرورة تدخل السلطة المحلية الصارم لتنظيم وتأمين الجمع العام القادم وفق الضوابط القانونية الجاري بها العمل، خاصة أن الآمر يتعلق بأحد الموارد الأساسية للعيش والاستقرار وهو الماء الصالح للشرب، وبمرفق عام وهام تم تمويله باستثمار عمومي للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية، ويخص عموم ساكنة الدواوير المستفيدة منه (أيت عبد الجليل، أيت بوعزة والدووير)، وليس حكرا على فئة بعينها أو مرتعا لتصفية الحسابات السياسية والصراعات الشخصية الضيقة.