ماذا تضيف المهرجانات للسينما المغربية?

ربيع بلهواري _ هبة بريس

تصرف كل سنة اكثر من 4 مليار سنتيم على المهرجانات سنويا. كل هذا الاهتمام الذي باتت تحصل عليه، جعل المشاهد المغربي يطرح السؤال عن ماذا تضيف هذه المهرجانات للمشهد السينمائي المغربي؟

يرى المنتصرون للطرح الكمي أن كثرة المهرجانات السينمائية هي ظاهرة إيجابية بالنسبة للمشهد السينمائي والثقافي، خصوصا بالنسبة للمدن الصغيرة والبعيدة عن المراكز الثقافية الكبرى. إذ أن هذه المهرجانات تعتبر أداة أساسية لتنشيط الفعل الاقتصادي والاجتماعي داخل المدن. وذلك باعتبار ان السينما هي وسيلة لتهذيب ذوق المواطن المغربي والسمو بأفكاره وأحلامه، وكذا مخياله، وجعله مواطنا معتدلا ومتوازنا في قيمه، لاسيما أن لغة العنف والتطرف، في أي مجال، تذوب أمام لغة الفن.

وقد أجمع كل الفاعلين الثقافيين، ، أن هذه المهرجانات تنوب عن فقدان المدن المغربية للقاعات السينمائية. إذ يروا الن أن كثرة المهرجانات السينمائية تقرب السينما من سكان المدن الصغيرة، التي لا تتوفر على قاعات. كما أنها تروج لصورة المغرب، باعتباره بلدا راغبا في جعل الفنون والسينما، بشكل خاص، أداة للتواصل بين الشعوب والمثقفين.

الجزء الفارغ من الكأس حسب المنتصرين للطرح الكيفي هو سقوط بعض المهرجانات في التكرار، إذ أنها تستقطب الوجوه نفسها، وتعتمد على الأسماء ذاتها، خصوصا في فقرات “الماستر كلاس”” أو الورشات التكوينية، وكذا في لجان التحكيم. كما أنها تكرر التيمات نفسها والبرمجة ذاتها.
وعن الأموال التي تصرف عن هذه المهرجانات فقد تكون في بعض الأحيان مجرد مضيعة للمال العام. غير أن إنشاء لجنة لمنح الدعم ومراقبة تدبير الأموال التي تصرف على هذه المهرجانات، قد يقلل من التبذير. يحث يرى بعض المهتمين أن معظم المهرجانات السينمائية، أصبحت وسيلة للكسب لا غير، إذ ترصد لها ميزانيات ضخمة، لا يعرف أحدا مآلها مقابل تكاليف محدودة المستوى مع تسجيل ضعف الجانب الاشعاعي والتاطيري لها لان هذه المهرجانات هي موجهة بالأساس للجمهور، لا للسينمائيين الذين يعرفون بعضهم جيدا.