عشاق الفن العيساوي شباب رسموا طريقهم بامكانياتهم المتواضعة

محمد منفلوطي_هبة بريس

يعتبر الطرب العيساوي من الفنون الدخيلة على تراث الشاوية ومحيطها، بحكم انتمائه لمنطقة فاس مكناس، لكن هذا الفن لم يبق حبيس مسقط رأسه، بل تعداه ليشق طريقه نحو التغلغل واقتحام ثقافات أخرى وتقاليد غير تقاليده، ليجد له موطئ قدم بمنطقة الشاوية والبيضاء وغيرها، بفضل بعض محبيه من الشباب الذين قادهم الفضول إلى جلب هذا التراث الأصيل ومزجه بنكهة شبابية ضمن مبادرات شخصية قادتهم إلى فاس ومكناس ومجالسة اهل الفن والطرب هناك.

من بين مهندسي هذه المبادرة الشبابية، الشاب عبدو شريف ابن مدينة الدار البيضاء، الذي ترعرع بحي شعبي بدرب السلطان عشق الفن منذ صغره بدءا بما يعرف بالدقة المراكشية التي توجها بتشكيل مجموعة أطلق عليها فرقة الزهور برئاسة هشام الفيلالي التي كانت تهتم بالفن العيساوي بالدرجة الأولى بتنظيم ليالي عيساوية ويأتي مهتمين بهذا الفن من كل المدن وخصوصا فاس ومكناس وكان ذلك سنة 2004 و 2005 سنة 2007 و2008 .

كانت تجربة عبدو غنية وهو يشارك في إحدى الأجواق المعروفة بالمدينة ، وهي تجربة تركت بصمات قوية في مسيرة هذا الشاب تجربة ومحطة انطلاق لإثبات ذاته توجها بتشكيل فرقة للطائفة العيساوية والفلكلور الشعبي برئاسته، انطلقت أولى مشاركته بها في شهر رمضان لسنة 2016 ببرنامج تلفزيوني، بالإضافة إلى مشاركته في عدة مهرجانات وخرجات داخل الوطن وخارجه.

شاب آخر بدوره رسم طريق النجاح بنفسه في غياب أي دعم من الجهات الوصية على القطاع، حاول وفي زمن قياسي حشد الجماهير لمتابعة أمسياته وسهراته العيساوية التي تستعمل الأﻣﺪﺍﺡ ﺑﺼﻮﺕ ﻋﺎﻝ ﻭﺍﺳﺘﺨﺪﺍﻡ ﺍﻟﻤﻮﺳﻴﻘﻰ ﻓﻲ ﻣﺴﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﺘﻨﻮﻳﺮ ﺍﻟﺮﻭحاني، إنه الشاب هشام جمالي الذي ظل لعقود من الزمن يتردد على مدينة مكناس حاملا معه حزمة من التحديات من شانها أن تكون بادرة خير لجلب الفن العيساوي وتذويبه داخل الثقافة الفنية هنا بعاصمة الشاوية واخراجه صورة متكاملة تؤثت المشهد الثقافي والتراثي بمدينة سطات عبر إحياء ليلات صوفية ربانية وهو العمل الذي توجه هذا الشاب بإطلاق أغنية البراقية التي لقيت اقبالا واسعا على مواقع التواصل الاجتماعي، كانت فرصة أمام الجميع لاكتشاف هذا الوجه الفني المعروف وسط أبناء المدينة بأخلاقه العالية وتواضعه وابتسامته التي لاتغادر محياه، ليقف اليوم مساهما في إغناء رصيد المدينة الثقافي من خلال اقحام هذا الموروث الجديد لسجل المدينة الثقافي والثراثي وهو ما يتطلب من الوزارة الوصية على القطاع دعم مثل هاته الطاقات الشابة التي تزخر بها عاصمة الشاوية والتي تتطلب التفاتة مسؤولة ودعمها وفتح الباب أمامها للمشاركة في الملتقيات الوطنية.

هذا ويعد هشام جمالي من أبرز المنشدين الشباب بالمدينة، كرّس حياته لفن المديح ﻣﻨﺬ ﺳﻨﺔ1999 ﻭﺑﻌﺪﻫﺎ ﻫﺎﻣﺖ ﺭﻭﺣﻪ، ﻓﻲ ﺃﺟﻮﺍء ﺍﻟﺤﻀﺮﺓ ﻭﺍﻟﻨﻐﻤﺎﺕ ﺍﻟﺼﻮﻓﻴﺔ ، ﺣﻴﺚ ﺃﺳﺲ ﺃﻭﻝ ﻓﺮﻗﺔ ﻋﻴﺴﺎﻭﻳﺔ بالمدينة ﺳﻨﺔ2002. ﻭﻗﺪ ﻛﺎﻥ ﺩﺍﺋﻢ ﺍﻟﺘﺮﺩﺩ، ﻋﻠﻰ ﻣﺪﻳﻨﺘﻲ ﻓﺎﺱ ﻭﻣﻜﻨﺎﺱ
ﻓﺸﺪﻩ ﺻﻮﺕ ﺍﻟﻐﻴﻄﺔ ﻭﻭﻗﻊ ﺍﻟﻄﺒﻞ ﻭﺍﻟﺒﻨﺪﻳﺮ ﻭﺇﻳﻘﺎﻉ ﺍﻟﺠﺪﺑﺔ، ﺧﺼﻮﺻﺎ في ﻓﺘﺮﺓ ﻋﻴﺪ ﺍﻟﻤﻮﻟﺪ النبويﺍﻟﺸﺮﻳﻒ ، ﺣﻴﺚ ﺣﺮﺹ ﻋﻠﻰ ﻧﻘﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺘﺠﺮﺑﺔ ﺍﻟﻔﻨﻴﺔ ﺍﻟﺠﺪﻳﺪة إلى عاصمة الشاوية ﻟﻴﻘﻮﻡ ﺑﺘﺄﺳﻴﺲ ﻓﺮﻗﺔ ﻃﻪ ﺍﻟﺤﺒﻴﺐ ﺑﺎﻟﺘﻌﺎﻭﻥ ﻣﻊ ﻓﺮﻗﺔ ﺍﻟﺤﻮﺗﺎﺕ، ليصبح بعدﻫﺎ ﻣﻦ ﺃﺑﺮﺯ ﻣﻦ ﻳﻤﺜﻠﻮﻥ ﺍﻟﻔﻦ ﺍﻟﻌﻴﺴﺎﻭﻱ ﻓﻲ ﻣﻨﻄﻘﺔ ﺍﻟﺸﺎﻭﻳﺔ ﺑﺮﻣﺘﻬﺎ….إنها مجهودات ذاتية، وطاقات شبابية تتطلب دعما ماديا ونفسيا واجتماعيا من قبل الساهرين على قطاع الفن ببلادنا، دعما لهذه الطاقات الشبابية التي استطاعت ان ترسم لنفسها مسارا مهنيا في زمن قياسي بامكانيات جد بسيطة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى