الصحة وشبح السكتة القلبية.. هل سيتدخل الدُّكالي لإنعاش القطاع؟

أكد مصادر عليمة أن معظم المراكز الاستشفائية تعاني خصاصا ومهولا في الموارد البشرية ناهيك عن ضعف التجهيزات الطبية والتمريضية، مما ينذر بسكتة قلبية قد تصيب القطاع وتفقده القدرة على إسعاف مرضاه وبالتالي انقاذ أرواحهم.

وكشفت ذات المصادر أن إحصائيات سابقة اثبتت أن نسبة الأطباء لكل مواطن تبلغ 6 أطباء لكل 10 آلاف نسمة بالمغرب، وهو اعتراف ضمني بوجود خصاص مهول بالمستشفيات ومدى توفير هذه الاخيرة للخدمات الطبية لاسيما وأن العديد من المؤسسات الصحية العمومية تعيش وضعية لايمكن القفز عليها بسهولة، ذلك أن مجملها يشتغل في ظروف تتسم بنقص حاد في الموارد البشرية، كما تعرف المؤسسات الاستشفائية وضعية خاصة تتعلق بالتجهيزات والمعدات الطبية، حيث أن معظمها يحتاج إلى تجديد وتقوية مرآب التجهيزات الطبية الخاص به، فهل ستتحرك الوزارة الوصية على القطاع في شخص وزيرها الحالي أنس الدّكالي الذي يعول كثيرون على تجربته وحنكته في معالجة الكثير من القضايا ذات البعد الاجتماعي؟

النموذج هنا نسوقه من قلب مستشفى الحسن الثاني بسطات، هذا المرفق الذي تبلغ طاقته الاستعابية حسب احصائيات أولية 268 سريرا والعديد من الأقسام كطب الرجال والنساء والأطفال وقطاع الأم والطفل وقسم المواعيد، وقطاع تصفية الكلي وطب الأطفال، والمركّب الجراحي، ومركز التّشخيص، وأقسام الفحص بالأشعة و”السكانير”، ومركز تحاقن الدّم، وقسم المستعجلات، ومركز تدبير النفايات الطبية، وقسم الإنعاش، ثم مستودع الأموات، يبقى التحدي الكبير الذي يؤرق إدارته التي تعمل ليل نهار هو النقص الحاد في الموارد البشرية على الرغم من التدابير الإدارية التي اتخذتها الإدارة في هذا الشأن من خلال البحث عن شركاء وفاعلين ونهج سياسة الانفتاح على كافة المتدخلين وقف مقاربة تشاركية ذات بعد تبصري، حيث عملت الإدارة على تجميع مصلحة الجراحة رجال ومصلحة الجراحة نساء في قطب واحد، وتجميع مصلحة طب الرجال ومصلحة طب النساء في قطب واحد، بدل قسمين متفرقين؛ وذلك بهدف الاستفادة من مواردهما البشرية مجتمعة؛ في إطار تنزيل مقتضيات النظام الداخلى للمستشفيات، بالإضافة إلى تنظيم قوافل في الجراحة بمختلف أنواعها، بهدف التخفيف من طول المواعيد والاستجابة لحاجيات المرضى، وخلق فضاءات وأقسام جديدة، وتزويد المستشفى بمعدّات لوجيستيكية، والذي حصل على الرتبة الثانية وطنيا في إطار مباراة الجودة برسم سنة 2015-2016، كل ذلك يندرج في إطار التدابير الأولية لمواجهة هذا النقص الحاد في الموارد البشرية التي زاد من حدتها شبح التقاعد والمغادرة الطوعية خلال السنوات الماضية.

إلا الشبح الذي بات يورق مسؤولي هذا المرفق الصحي هي معضلة النقص الخطير في الموارد البشرية الطبية والتمريضية خاصة وأن بعض الأطر الطبية المشهود لها بالكفاءة والمواقف النبيلة قد غادرت الخدمة به دون ان تتدخل الوزارة المعنية لسد الخصاص الحاصل.

فقسم الأطفال الذي كان يضم بناية تشبه “علبة سردين” لضيق حجراتها وممراتها، الأمر الذي حوله إلى مايشبه سوق عشوائي بامتياز ، ارتأت معه إدارة المستشفى ابرام اتفاقية شراكة بينها وبين المجلس الاقليمي وبدعم من عامل إقليم سطات، من أجل تهيئة فضاء يليق بكرامة هؤلاء الأطفال الصغار وخاصة المواليد الخدج الذي يموتون في صمت.

خالد رقيب، مدير المركز الاستشفائي الحسن الثاني بسطات، أكد في تصريح لــ”هبة بريس” إن بناية مصلحة إنعاش “الخدّج” قد اكتملت، مع تزويدها بالأنابيب الناقلة للأوكسجين، وما تتطلبه عملية العناية بهذا النوع من الرضّع، مضيفا أن المديرية الجهوية تعدّ الصفقة الخاصة بالتجهيزات من أجل تمريرها، بعد توصّلها بالحاجيات من إدارة المستشفى، مشيرا إلى أن المصلحة الجديدة ستجمع بين مصلحة طب الأطفال العاديين من أجل تحسين ظروفهم، وبين مصلحة إنعاش وطب الخدّج؛ وذلك بتوفير ما يقارب 15 حاضنة، مبديا تخوفه من ظاهرة الخصاص المهول في الموارد البشرية التي يعاني منها المستشفى، داعيا إلى تكثيف الجهود والبحث عن حلول من شانها أن تخفف من حدة هذه الظاهرة التي ساهمت فيها مغادرة العديد من الكوادر الطبية الخدمة عبر مخرج التقاعد بشقيه.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى