كورونا ورمضان .. رجاء ارحمونا من برامج الحموضة في زمن الألم

محمد منفلوطي_ هبة بريس

رمضان لهذه السنة ليس كسابقيه، بل هو ضيف جديد بحلة جديدة بنكهة الحجر الصحي وأنين المرضى، والحرمان من العبادات الجماعية والتقرب إلى المولى عز وجل من خلال صلاة التراويح وصلاة الجماعة التي تفوق صلاة الفرد بسبعة وعشرين درجة.. إنه رمضان في زمن كورونا لهذه السنة الذي تطغى عليه نكهة الألم ومصارعة وباء فتاك أرعب العالم برمته في أوج التطور العلمي والتكنولوجي، يبقى شهر استثنائي لم يسبق للأمة الإسلامية أن عرفت مثيله من قبل… لنرفع جميعا الأكف لعل الله القدير يرفع عنا هذا البلاء ويعم الأمن والسلام وعمارة بيوت الله من جديد بعد أن حُرمنا منها جميعا في شهر العبادة والغفران.

ونحن نستقبل نفحات هذا الشهر الفضيل، يأمل عديدون أن تعدل قنواتنا العمومية عن تمرير برامج “الفقصّة والحموضة الزائدة” على موائد الافطار كما عودتنا وتعودنا معها، وان ترحم مسامع المشاهدين من الفقرات الاشهارية المملة والطويلة بنكهة الرقص والغناء الهندي، وان ترحم العباد والبلاد من هذه الحموضة فللوضع خصوصياته، وان تستحضر مشاعر الاسر والعائلات ممن فقدت عزيزها، وممن لازال بعض من افرادها يعانون ويصارعون شبح الموت نتيجة عدو خفي حيّر علماء الفيروسات وبروفيسورات العالم والمختبرات… ولاداعي رجاء للهرج والمرج و”صداع الرأس”… اتركوا الناس يلتقطون انفاسهم خلال هذا الشهر الفضيل، وخففوا عنهم عناء كاميرات أنتم وحدكم من يعتقد أنها خفية والله أعلم”.

رمضان في زمن كورونا لهذه السنة، ليس كسابقيه، لاسيما مع التوقيف الاضطراري لتصوير العديد من الاعمال السينمائية انسجاما والتدابير الاحترازية التّي ينهجها المغرب للحدّ من انتشار وباء “كورونا، هنا يبقى التحدي الكبير أمام القائمين على هذه القنوات العمومية للابتكار والبحث عن حلول بديلة والتفكير في تمرير برامج تتناسب والوضعية الحالية التي تمر بها البلاد، احتراما لمشاعر المرضى وذويهم، والابتعاد عن عرض انتاجات هي بالأساس لا تعكس قيمنا وأخلاقنا وعاداتنا، بل هي طقوس دخيلة على مجتمعنا المحافظ.

وفي هذا الصدد تساءل العديد من المهتمين بالقول، لماذا لم يتم ترجمة أعمال سينمائية وتلفزيونية تؤرخ لإعلام التاريخ والحضارة بدل التسويق للتفاهة والحموضة الزائدة والمسلسلات المدبلجة المستوردة؟ لاسيما وأن كثيرين أجمعوا على أن الانتاجات الرمضانية لا تحترم ذكاء المشاهد وهي تزداد سوءا سنة بعد أخرى، اذ ذهب كثيرون الى حد مقاطعتها….

فهل سيكون لكورونا دور في إعادة صياغة المشهد الدرامي والعمل على ابتكار افكار جديدة بدل الاعتماد على التقليد الأعمى في عرض الانتاجات؟ وبالتالي يتوج ذلك بتصالح حقيقي بين المشاهدين وقنواتهم العمومية؟ علما أن بوادر هذا التصالح قد لاحت في الافق من خلال عرض هذه الاخيرة للعديد من البرامج التوعوية والتحسيسية حول هذا الوباء، ناهيك عن تجندها في عرض الدروس المصورة وجعلها في متناول التلاميذ في زمن الطوارئ.

مقالات ذات صلة

‫9 تعليقات

  1. الله يرحم واليدكم.عفيونا هاد العام من الحموضة.يكفينا فوبيا كورونا والصيام الله يقبل بدون مسجد ولا تراويح زد عليها الحجر الصحي.وغلبية المغاربة بلا شغل يعني بلا دخل مادي او ناقص.وتزيدو علينا الحموضة التلفزية .الله غالب.

  2. اشاطر الاخ الكريم محمد منفلوطي الراي واشد على يده بقوة الوضع لا يسمح بعرض برامج مائعة او وصلات من الاشهار المملة . ما فقدنا ه في المساجد يجب ان يعوض في بيوتنا من مواعظ وابداعات جادة

  3. قنواتنا وللاسف الشديد يسيرها مسؤولون ويشتغل فيها اناس لا يهمهم لا الفيروس ولا المرضى ولا مشاعرعائلات المتوفين. الكل ينشرالتفهات ولا يهمه الا الربح السريع عن طريق عدد المشاهدات.كل واحد منا لديه سلاح قوي في منزله وهوالقران الكريم وجهاز التحكم Télécommande.اذن فلنستعمل سلاحنا جميعا .رمضان مبارك سعيد.

  4. بلرك الله فيك مقال رائع جزاك الله عنه خيرا ومن النادر رأية مثيله في المشهد الإعلامي المغربي …

  5. “التفكير في تمرير برامج تتناسب والوضعية الحالية التي تمر بها البلاد، احتراما لمشاعر المرضى وذويهم، والابتعاد عن عرض انتاجات هي بالأساس لا تعكس قيمنا وأخلاقنا وعاداتنا، بل هي طقوس دخيلة على مجتمعنا المحافظ.”
    صدقت والله ! فالأمر جد حساس في هذه الفترة على الخصوص ؛ونحن في حقيقة الأمر نحتاج إلى برامج و مسلسلات و أفلام هادفة ترفع المعنويات و تتغنى بالأمجاد التاريخية المضيئة وتعبئ الطاقات للابتكار و الإبداع و النهضة و التقدم وإثبات الذات و التخلص من التبعية المذلة حتى يكون لنا مكان في هذا العالم الذي لايعترف إلا بالقوي الذي ينتج غذاءه و صناعته و سلاحه ..بنفسه.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى