تنافسية غير عادلة تجر القطاع السياحي بأكادير للهاوية‎

يجمع العديد من المهتمين بالشأن المحلي بأكادير على أن النشاط السياحي بالمدينة يعرف ركودا وهيمنة لبعض المؤسسات الفندقية على حساب أخرى نتيجة الإجراءات التي تتبعها بعض الوحدات الفندقية مع نزلائها، والتي تحد من تحركات السياح الأجانب لإنعاش المطاعم المتاخمة بشاطئ أكادير وتلك المتواجدة أيضا في الشوارع الكبرى بالمدينة.

فالطريقة التي تسلكها تلك الوحدات الفندقية التي تطل على الشاطئ مباشرة، في تنافسية غير عادلة مع وحدات أخرى تتواجد وسط المدينة والتي كان لها الفضل في إنعاش السياحة في فترة انبعاث مدينة أكادير، من خلال استضافة النزلاء عبر عقود مع وكالات الأسفار، وتوفير المأكل والترفيه والمساحات الخاصة بالسباحة في البحر والتنقل عبر حافلات إلى أماكن محدودة، تحد من حركية السائح ومن استفادة تجار الحرف التقليدية والصناعات المحلية والمطاعم المتوزعة بالمدينة الجديدة والشاطئ.

هنا، يبدو جليا أن ما تقوم به هذه الوحدات الفندقية يساهم بشكل كبير في الحد من الإنتعاش السياحي الذي يجب أن تعرفه المدينة التي عرفت سابقا ازدهارا كبيرا سنوات الثمانينات وبداية التسعينيات، فكيف لصاحب محل “بزار” وسط المدينة، أن يوفر لقمة العيش لأبنائه والسياح القادمون إلى أكادير يتنقلون وفق برنامج محدد وغير مخيرين في تنقلاتهم؟ وكيف لصاحب مطعم أن يستفيد من سائح وفر له الفندق جميع أنواع المأكولات والمشروبات، والخطير في الأمر، كيف للوحدات الفندقية وسط المدينة أن تؤدي الضرائب المفروضة عليها اعتبارا لهذه المنافسة الغير متكافئة.

أكيد أن محاولة الرفع من مردودية القطاع السياحي تبدو واضحة من خلال ما يقوم به المجلس الجهوي للسياحة وما تقوم به المجالس المنتخبة من مجهودات لتطوير القطاع، لكن مقارنة مع المدن الكبرى، تبقى محاولات تحتاج إلى الصقل من حيث إغنائها بأفكار أخرى تشدد على انخراط الفنادق والمطاعم والمحلات وسط المدينة عوض الاقتصار على رقعة جغرافية واحدة تتواجد بجانب الشاطئ.

جميع الإحصائيات تدل على أن السياحة الداخلية في فصل الصيف تعرف معدلات كبيرة بسبب العطل التي يستفيد منها الموظفون وأبناءهم، لكن، لماذا تقتصر السياحة الداخلية على شهري يوليوز و غشت فقط؟ لماذا لا يتنقل المغاربة وسط السنة لمدينة أكادير، لماذا تعرف المدن الأخرى رواجا للسياحة الداخلية طيلة السنة على عكس مدينة أكادير؟؟

الجواب جد بسيط، كيف لأكادير أن تنتعش سياحيا وهي لا تتوفر على بنيات صناعية تستدعي سفر الأطر والموظفين في إطار العمل ونزولهم بالفنادق بتلك الفترات؟؟ كيف لأكادير أن تنتعش سياحيا ومعظم اللقاءات والمؤتمرات تستحوذ عليهم مدن مراكش، البيضاء، طنجة ، الرباط …. كيف لأكادير أن تنتعش سياحيا و ليس لديها فضاءات مهيئة لاستقبال تظاهرات كبرى؟؟؟

وتبقى في كل الأحوال المجالس المنتخبة، المسؤولة الرئيسية عن تدهور القطاع لغياب رؤية استراتيجية تعيد الوهج لمدينة كانت في ما مضى عروسة الجنوب ومحجا لكل السياح.

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. الذي قتل السياحة في اكادير هم مهنيو السياحة عندما كان السائح ياتي الى اكادير كان الكل ينتفه من اصحاب البزار والمطاعم والطكسيات و الفنادق . اما المسؤولين عن المدينة فلم يهيؤوا له فضاءات الترفيه ماعدا البارات حتى المدينة القديمة ركوها على حالها و لم يعيدوا بناءها على الطريقة القديمة و السماح للفنانين ان يقطنونها وجعلها مدينة التراث و الفنون

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى