close button

قصة “حراك” جزائري تهز مواقع التواصل وتفضح سياسات النظام العسكري

هبة بريس _ الرباط

رغم السياسات القمعية للنظام العسكري الجزائري، الذي يبدو مشغولًا بنهب ثروات الشعب، فإن المهاجرين غير الشرعيين “الحراكة” يواصلون الظهور ومشاركة قصصهم، ليعبروا عن معاناة تدفعهم إلى المخاطرة بحياتهم أملاً في مستقبل أفضل على الضفة الأخرى.

فالهروب من واقع مرير يعاني البطالة والتضخم وتدهور الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية في الجزائر، البلد الغني بالموارد النفطية والغازية، أصبح خيارًا وحيدًا للعديد منهم.

نظريات المؤامرة

وفي الوقت الذي ينغمس فيه النظام الجزائري في “نظريات المؤامرة” التي يتبناها جنرالاته العجزة، بدلاً من تقديم حلول ملموسة لمشكلات الشعب وتحقيق التنمية، أثارت قصة شاب جزائري كتب رسالة مؤثرة قبل غرقه في البحر تعاطفاً واسعاً عبر مواقع التواصل الاجتماعي.

الرسالة التي كتبها الشاب كانت بمثابة استغاثة، تضمنت آيات قرآنية تذكر بقصة النبي يونس في بطن الحوت، لتعبر عن مشاعر الخوف والضياع في لحظاته الأخيرة، حيث واجه المصير وحيداً وسط الأمواج.

الشاب الغارق

وقد عثر الناشط الإسباني فرانشيسكو خوصي كليمونت مارتين، المتابع لقضايا المهاجرين غير الشرعيين، على تلك الرسالة في ملابس الشاب الغارق، ونشرها على صفحته ذات المتابعة الواسعة، آملاً أن تساعد متابعيه، ومعظمهم من عائلات المهاجرين، في ترجمة محتواها. تضمنت الرسالة الآيتين 87 و88 من سورة الأنبياء، حيث تقول: «وَذَا النُّونِ إِذ ذَّهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَن لَّن نَّقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَىٰ فِي الظُّلُمَاتِ أَن لَّا إِلَٰهَ إِلَّا أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ (87) فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ ۚ وَكَذَٰلِكَ نُنجِي الْمُؤْمِنِينَ (88)».

قصة "حراك" جزائري تهز مواقع التواصل وتفضح سياسات النظام العسكري

 

 

ملابس الحراك

كما نشر فرانشيسكو صورًا لبعض ملابس المتوفى بهدف مساعدة أسرته في التعرف عليه، ليتفاعل الجزائريون على مواقع التواصل الاجتماعي مع هذه الصور، معربين عن حزنهم لمصير الشاب الذي عانى طويلاً قبل أن يقضي وحيداً في عرض البحر، دون أن يصل إلى حلمه بعبور البحر الأبيض المتوسط.

قصة "حراك" جزائري تهز مواقع التواصل وتفضح سياسات النظام العسكري

ويسلط هذا التفاعل الضوء على مأساة عميقة في المجتمع الجزائري، إذ أعرب العديد من الجزائريين عن مشاعر الأسى، وكأن الشاب كان فرداً من عائلاتهم، في مشهد يعكس مشاعر الحزن العميق على شباب يتعرضون لمصير مؤلم.

مقالات ذات صلة

‫12 تعليقات

  1. إنا لله وإنا إليه راجعون عظم الله أجر ذويه ورزقهم الصبر و السلوان ولا حولة ولا قوة الا بالله العلي العظيم

  2. اموال الشعب الجزاؤري الشقيق من صاحب التعليق رقم لينا اشقاءك و لا يشرفنا ذلك .نحن على الأقل لسنا منافقين .اما مسألة لتحريك شوف مواطني بلادك

  3. شعوب المغرب العربي مغلوب على امرها هناك من ينهبها ولا من حسيب نحن المغارب مسيرنا كمصيرهم ولكن الظلم ظلمات

  4. هذا الكلام صحيح على ان الزريبة وعصاباتها تعاني من تدهور اقتصادي وترمي بالشباب في البحر وتتاجر بأعراض البنات في الخليج وحتى في الكيان الصهيوني وووو القائمة طويلة

  5. اللهم رزق عائلته الصبر و السلوان ،هو في الحقيقة نحن دول افريقيا عيبنا واحد الكل باغي يحرك بصح مافيناش تشراك الفم و نقول بلي حنا قوة ضاربة

  6. اللهم لا شماتة:
    هذا الشاب انتقل الى رحمة الله،وهو لن يكون الأخير سواء كان من الجزائر او من المغرب او من تونس او ليبيا او غيرها من البلدان…لقد مات في عرض البحر المئات من شبابنا نحن ايضا، والسبب هو انهم جميعا يرغبون في الهجرة نحو اوروپا لعلهم يجدون هناك ما افتقدوه في بلدهم. والقول بان الجزائر تعاني اقتصاديا قول منطقي تماما،لكننا نحن أيضا نعاني مثلهم ولذلك تجد شبابنا يتطلع نحو الهجرة إلى اوروپا:فنحن وجارنا الشرقي الحقود علينا نشبه بعضنا البعض على مستويات كثيرة،لذلك لا مجال للشماتة والتشفي في جارنا هذا بمناسبة هذه المأساة الإنسانية…

  7. كلنا في نفس الماسي سواء، لا فرق بين جزائري او مغربي او تونسي… كلنا نعاني نفس المشاكل،

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى