من جرسيف العميق السيمو العيساوي يتألق في الغناء عن المنتخب الوطني

 
وسط زمرة من الأغاني المناسباتية  المتتشدقة باسم الفن والتي تعاطت مع موضوع تأهل المنتخب الوطني لكأس العالم بشكل من أشكال الارتزاقية والتكسب الجماهيري، انبثقت ومضة ابداع من ثنايا المغرب العميق وبالضبط من مدينة جرسيف الدي يعتبر فيها فن الراي عروبي ماركة مسجلة باسمها.
 
“ولاد مروكو” أغنية صورها الفنان السيمو العيساوي وبامكانيات جد ضعيفة ولكنه برع فيها ابداعا بفعل تلقائيته وعدم تصنعه لجمل موسيقية تحاكي ما هو موجود في السوق وذلك بالموازاة مع اشتغاله على المستوى النص الغنائي حيث أطر السياق الراقص والمتناغم لكلمات أغنيته بصور كوميدية هزلية متماهية مع الحدث وهو ما يظهر جليا من خلال شخصية ” مول الجلابة” في الفيديو والدي ألبس هذا الدور بعدا تفاعليا مرحا. 
 
ويعد السيمو العيساوي  من بين  الموسيقيين الّذين إستنتجوا بعض خبايا الفن البدوي الأدبية والجمالية، مع إبراز مدى احترافية واضعي هذه الأغاني في صياغة مواضيعها الّتي تجسّد غالبا على شكل قصص درامية ، بالإضافة إلى المواضيع التّي تتحدّث عن المعانات الإجتماعية والّتي تخضع بالضّرورة لقوانين وقواعد وتقنيات الكتابة السّردية المستنبطة من منهل الثرات البدوي العروبي وذلك بالموازاة مع توزيع موسيقي مستحدث يشكّل الفلكلور الشّعبي إحدى ثوابته.
 
ومن هذا المنطلق برز اسم السيمو العيساوي الدي انبرى باقتدار لهذا الأسلوب الغنائي وكان سببا في إنتشاره وطنيا بفضل توازيعه الموسيقية المستحدثة التي تجمع بين أصالة المنتوج والموسيقى المتسقة النسب والأبعاد.
 
سيمو العيساوي لم يكن أبدا لصيقا بفن الراي عروبي بل قادته موهبته لغناء مجموعة من الأغاني الشبابية ذات المناحي الإبداعية المختلفة ، حيث إستطاع أن يخلق مساحة تميز تحيط بإبداعه وأهلته ليكون ضيف شرف لعدة مهرجانات وطنية.
 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى