التشويش على الأئمة أثناء الصلوات.. رجاءً فَلبيوت الرحمن حُرمات

“وإن المساجد لله فلا تدعوا مع الله أحدا”، صدق الله العظيم، كما أن النبي ص نهى عَنْ نَقْرَةِ الْغُرَابِ ، وَافْتِرَاشِ السَّبْعِ ، وَأَنْ يُوَطِّنَ الرَّجُلُ الْمَكَانَ فِي الْمَسْجِدِ كَمَا يُوَطِّنُ الْبَعِيرُ”…هكذا دون ديننا الحنيف، هكذا هو منهاجنا في التعامل مع بيوت الله سواء في الصلاة أو التسبيح أو المجلس، لكن واقع الحال اليوم، هو بروز بعض المظاهر المنافية لما سبق، كما أن تضرب في الصميم ما جاءت به الآية الكريمة والحديث النبوي الشريف، حيث بدت بعض بيوت الرحمن عبارة عن منصة يجد فيه البعض ضالتهم لتفجير مشاكلهم وحربهم الكلامية والصراخ والتطاول على الأئمة والتدخل في شؤونهم تارة يتهمونهم بإطالة القراءة أو الركوع أو السجود وتارة العكس، يتابعون حركاتهم وينتظرون اسقاطهم إما في حالات السهو أو ماشابه ذلك، وبين التيارين المعارضين هاذين، يقف العديد من الأئمة حائرين متذمرين غير خاشعين يطالبون بانصاغهم من هكذا ممارسات، فيما مصلون آخرون اتخذوا من أماكن محددة داخل المساجد مستوطنا لهم كما تستوطن البعير من خلال حجز أمكنتهم مسبقا بوضع كراسي أو سجادات، وكأنهم بمقهى عمومي بصدد متابعة مباراة في كرة القدم.

إن المساجد هي فضاءات ربانية شُيِّدت بعرق جبين التقوى والعمل الاحساني لتحقيق الأمن الروحي التعبدي من خلال أداء الشعائر الدينية في جو من الخشوع والطمأنينة، فتراها ملأى تشِّع نورا وذكرا كل جمعة وخلال شهر رمضان المبارك، بها تقام الصلوات ويُرفع الآذان وتُتلا آيات الكتاب الحكيم بأصوات شجية تناجي ربها، لكن في المقابل، هناك مساجد لاتخلو من بعض المظاهر التي من شأنها أن تؤثر على السير العادي داخل بيوت الرحمن وتربك أداء القيميين الدينيين الذين يجدون أنفسهم أمام وابل من الانتقاذات والنصائح الزائدة من قبل مصلين ورواد دائمين خاصة من أصحاب الصفوف الأمامية، حيث يعمد البعض منهم على التمادي في انتقاذاتهم وهجومهم الكلامي بطعم الغمز واللمز وجمع أكبر تحالف ضد إمام معين بداعي أنه أطال في القراءة، وعندما يستجيب لهم المسكين ( الإمام)، ترتفع أصوات أخرى مخالفة ” مال هذا الإمام مابقاش كيطول مالو وليقرا غير السور القصيرة…”، فيما ترتفع أصوات أخرى قائلة : “مالو نسى، مالو زاد ركعة، مالو زاد سجدة مالو نقص…” ضمن انتقاذات متواصلة تربك أحيانا حتى الإمام نفسه الذي يجد نفسه في موقف لايحسد عليه قد يشتت ذهنه أثناء تلاوته لكتاب الله أمام حشود المصلين…وإذا تكلم الإمام المسكين أو اشتكى، يتم تقديم شكوى في حقه أو يتم ربط الاتصال الهاتفي ببعض مسؤوليه للنيل منه….رجاء ارحموا هذه الفئة من حفظة كتاب الله…

هي مشاهد لمايشبه صراعات خفية بين بعض المصلين سامحهم الله، في مواجهة بعض القيميين الدينيين، تراهم لا يكلفون أنفسهم حتى مسك ولجم ألسنتهم عن التشويش والانتقاذات الفارغة في أمور هي بعيدة عنهم ولا دخل لهم بها ولا يحق لهم حتى تقييم أداء الأئمة مادامت هناك جهات رسمية هي التي تُعنى بالقطاع الديني وهي الكفيلة بتقييم عمل القيميين الدينيين.

أضف إلى ذلك، هناك بعض المصلين ممن يتقنون فن ” تخطي الرقاب”، للوصول إلى الصفوف الأمامية وهم الذين لم يكلفوا أنفسهم حتى عناء الحضور المبكر لحضور الصلاة، قبل أن يشرعوا في تخطي رقاب العباد ونفث غبار أحذيتهم على رؤوسهم وماعلق بها ما أوساخ وقطرات ماء، ناهيك أن البعض الآخر يحتكرون أماكن معينة ويحتجزونها مسبقا بالصفوف الأمامية وكأنها صارت في ملكيتهم، فيما آخرون يجلبون الكراسي التي لم تعد مقتصرة على المسنين والمرضى، وإنما باتت “موضة” لمصلين تجدهم عوض الوقوف لصلاة يجلسون فيها للراحة والإستجمام وتوزيع النظرات يمنة ويسرة، رغم أنهم يتمتعون بصحة جيدة…رجاءكفى تشويشا أثناء إقامة الصلوات، فإن لبيوت الرحمن حُرمات…

مقالات ذات صلة

‫10 تعليقات

  1.  منفلوطي_هبة بريس

    “وإن المساجد لله فلا تدعوا مع الله أحدا”، صدق الله العظيم

    1
    1
  2. النبي ص نهى عَنْ نَقْرَةِ الْغُرَابِ ، وَافْتِرَاشِ السَّبْعِ ، وَأَنْ يُوَطِّنَ الرَّجُلُ الْمَكَانَ فِي الْمَسْجِدِ كَمَا يُوَطِّنُ الْبَعِيرُ”

  3.  فيما مصلون آخرون اتخذوا من أماكن محددة داخل المساجد مستوطنا لهم كما تستوطن البعير من خلال حجز أمكنتهم مسبقا بوضع كراسي أو سجادات

  4. في الإدارات في الابناك في المتاجر أحد كاميرات مراقبة وحارس امنيون يراقبون الزوار حتى لا تحدث فوضى او يدخل لصوص او اشخاص مجانين لكن المساجد الحراس فيها ولا كاميرات مراقبة أشياء كثيرة تنقص بيوت الله فمن المساجد من لا توفر الحصائر للمصلين خارج المسجد فنرى الناس يصلون على الاسفلت ومنها من لا يتم فيها تبديل الافرشة او تعريضها للشمس حتى لاتسبب الحساسية للمصلين.

  5. الآية القرآنية والحديث لا علاقة لهم بالمقابل معنى لا تدعوا مع الله احدا اي وحدوا الله تعالى في العبادة لهذا الشأن الديني له رجاله وعلمائه هم الذين لهم الحق في التأطير والتعليم

  6. لقد نسيت الاشارة إلى ما يحدث خارج المساجد من النداء،والصراخ والعو يل من الباعة المتجولين او القارين أمام المساجد وحوله . وذلك للاعلان عن معروضاتهم سلعهم وما يصاحب ذالك من الخصومات والضجيج الذي يشوش على الامام والمصلين.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى