جاكوب الفنان یعید روحي جده وأمه للمدینۃ العتیقۃ للدار البیضاء

بعد خمسین سنۃ مضت علی استقراره في فرنسا, عاد الفنان المحترف المسرحي الیهودي المغربي جاكوب حاكام, بعمل فني بعنوان”حي البحریۃ”لیستحضر ذاكرۃ المكان الذي تربی وترعرع بین أزقته ودروبه في المدینۃ العتیقۃ للدار البیضاء, مخاطبا أرواح عاٸلته خاصۃ روحي أمه “سیمحا” التي ولدت لحظۃ وفاۃ والدها وجده “یوسف” بمشاهد حلقت بالحضور بین عنان السماء شخصها الفنان علی بساط مزركش بفسیفساء وزلیج الأصالۃ البهیۃ بمركز التعریف بالتراث للمدرسۃ العبدلاویۃ للدار البیضاء لیلۃ الأربعاء 19أبریل 2023.

النص الأدبي الذي شخصه الفنان جاكوب حاكام,كان بمثابۃ سیرۃ ذاتیۃ لطفولته التي عاشها طیلۃ عشر سنوات الأولی, مخلدا حنینه الجارف لجیران أسرته, ونسمات تامغرابیت التي لم ولن تفارق ذاكرته كما قال.

یروي جاكوب خلال النص الذي طاف وجال بالحضور الذي تتبع العرض الذي استمر طیلۃ ساعۃ من الزمن, راسما الأحداث التي عاشها خلال طفولته وكیف حل والده روجي تاجر الحبوب
بالمغرب, وأصوات النسوۃ بین غرف الحمام الموریسكي الذي استحم داخله رفقۃ والدته وهو لا یتجاوز الثلاث سنوات, معیدا ذاكرته الخصبۃ لأجسادهن الملیٸۃ بالخصوبۃ والحیاۃ.

ذلك الاستحضار للأرواح, اعتبره الفنان جاكوب بوحا منحه ویمنحه فهما جدیدا للحیاۃ. بین كل المشاهد تتكرر وتعاد مقولۃ علها الأبرز بین ثنایا السیرۃ الذاتیۃ لجاكوب الذي یحكي كیف جعلته دروب المدینۃ العتیقۃ للدار البیضاء یكون رجلا كأنها مدرسۃ للحیاۃ حسب تعبیره, تلك المقولۃ التي تتردد “أنا هنا جدي أنا ھنا أمي اذن أنتما أيضا هنا علی قید الحیاۃ,أمي وجدي ھاقد التقت روحیكما هنا في الدار البیضاء ناصعۃ البیاض,روحیكما تخاطبان الجمهور وتبادلانه التحیۃ,هل تسمعان وتریان تصفیقاته,اذن أنتما هنا أحیاء,أنا هنا في حینا ومنزلنا القدیم وأنتما معي “.

یختتم جاكوب نص سیرته الذاتيۃ علی بساط مركز التعریف بالتراث في المدرسۃ العبدلاویۃ بترانیم وتهلیلات” الاله الواحد الاله واحد أحد”.

تبقی الاشارۃ لنقطۃ حاسمۃ کذلك تخللها العرض وهي الاشادۃ بالموقف التاریخي للملك الراحل محمد الخامس اتجاه الیهود المغاربۃ.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى