مع الغلاء.. ما مصير مقولة “ما تسوى حتى بصلة” ؟
هي المقولة الشهيرة التي طالما رددها الناس في تخاصمهم وتدافعهم وحتى في رد الصاع صاعين لغريمهم ” راك ماتسوى حتى بصلة”، نعم هي المقولة الخالدة التي كانت صالحة لزمان كانت فيه نبتة البصل بدرهم أو نصفه، أما الآن وفي ظل الغلاء المزعج والمفزع، بات التغني بالبصلة والحنين لشرائها من سابع المستحيلات لاسيما لدى الطبقة الفقيرة بعد أن صار ثمنها أغلى من ثمن” البنان”.
نعم هو الغلاء الحدث الأبرز الذي بات يتصدر حديث المغاربة في طرقاتهم ومجالسهم وعلى موائد الإفطار، الكل يسأل ويسائل ويبحث عن السر” بشحال الخضرة اليوم، واناري العافية الزرقة”… مشاهد ومقاطع من فيديوهات لمواطنين يستغربون هذه القفزة الغير المتوقعة التي أدخلتهم في نفق مسدود بحثا عن مخرج آمن، وهم الذين باتوا يحنون لزمن ماقبل كورونا…
اييه يازمان، كانت فيه البطاطا والبصل ترمى في صناديق القمامة رفقة بقايا الطماطم والبادنجال تطاولا على النعم، وهاهي اليوم تعيش أزهى أيامها وشرفها، حتى إن ” أكلة البيض والماطيشة” لم تبق أكلة لصيقة بالفقراء، بل أضحت أكلة الطبقات المتوسطة، وهو الطرح الذي تفاعل معه الكاتب والمحلل السياسي عمر الشرقاوي حين كتب على صفحته الفايسبوكية قائلا: “في ظل ارتفاع الأسعار لم تعد مقولة “ما تسوى حتى بصلة” سُبة بل تملقا وربما غزلا، ولم تعد أكلة ماطيشة بالبيض وجبة واحدة للفقراء بل وجبتين للطبقة المتوسطة”.
نعم، هو الغلاء، الذي مس القدرة الشرائية وأحرق جيوب المغاربة، بعد أن كانوا يجدون في التسوق فسحة صباحية ومتعة للعين والنفس، بات التسوق كابوسا يطاردهم ويشغل بالهم، ويثقل كاهلهم ضمانا للقمة عيش تغنيهم عن سؤال صغارهم.