سيدي قاسم.. دورة للمجلس البلدي تتحول إلى حلبة للمصارعة “فيديو”
“وضع كارثي” هو الوصف الوحيد الذي يمكن أن يوصف به تدبير الشأن العام المحلي بسيدي قاسم، وذلك على الأقل ما يمكن أن نستخلصه من مجريات دورة المجلس البلدي التي انعقدت صباح اليوم، والتي انتهت باحتجاج وصراخ عارم من طرف “مونية هراوي” نائبة رئيس المجلس التي كانت مدعومة بالمعارضة.
و تعود بداية تفاصيل هاته “المهزلة التدبيرية” إلى الدقائق الأولى التي أعلن فيها “محمد الحافظ” رئيس المجلس البلدي عن حزب الاستقلال افتتاح الدورة و مدارسة جدول الأعمال، لتفاجئه نائبته الخامسة -المنتمية بدورها لحزب الاستقلال- بطلب “نقطة نظام” الأمر الذي رفضه رئيس المجلس بشدة، و دون أن يوضح سبب رفضه، الأمر الذي جعل عددا من مستشاري المعارضة يتقدمهم “علي العشعوشي” يدخلون على الخط معلنين مساندة “نائبة الرئيس” و محتجين على عدد من النقاط المدرجة في جدول الأعمال التي اعتبروها غير قانونية.
ولم تقف الأمور عند حدود هاته “المهزلة” بل تعدى ذلك إلى تسرع رئيس المجلس البلدي، في إعلان تفعيل مسطرة طرد المحتجين على “نقطة نظام” على اعتبار أنهم يعرقلون سير الجلسة، بالرغم من الأمور لم تكن تحتاج كل هذا التصعيد، حيث فعل المادة 48 من القانون الأساسي للجماعات الترابية، لتصوت أغلبية المجلس على طرد مستشاري المعارضة بما فيهم نائبة الرئيس الخامسة، ما أدى إلى تحول قاعة المجلس البلدي إلى حلبة للصراخ و المصارعة الكلامية و الضرب على الطاولات بالقوة، ليعلن رئيس المجلس رفع الجلسة، التي لم تستكمل أطوارها إلا بعد استدعاء الامن و القوة العمومية لإخراج المستشارين من القاعة، حيث قرروا الدخول في اعتصام داخل بهو مبنى البلدية.
هذا ويعيش المجلس البلدي لمدينة سيدي قاسم حالة من “الترهل” غير المفهوم بالرغم من أنه يحوز أغلبية مريحة تمكنه من تمرير كل “مشاريعه” بطريقة سلسلة، إلا أن غياب التجربة لرئيس المجلس، وغياب الثقة و التنسيق بين المكونات السياسية المشكلة للمجلس، تجعل هذا الأخير يعيش على وقع التناقضات التي تجعل مستقبل المدينة مرهونا إلى حين.