ألمانيا تدرج مادة السعادة ضمن مناهجها التعليمية

يستعد نحو 300 طفل في 16 مدرسة ابتدائية بمدينة “بروانشفايغ” الألمانية، للاستفادة من “مادة السعادة” التي تم إدراجها ضمن المنهج التعليمي حسب جدول زمني مؤقت، وذلك ابتداء من نونبر القادم إلى غاية شهر يناير من السنة القادمة.

تعد هذه المادة التي سيقوم بتدريسها طلبة، جزء من مشروع بحثي يقوم به معهد علم النفس التربوي في الجامعة التقنية بمدينة بروانشفايغ، وهي مبادرة بتعاون مع الكاتبة والمؤلفة الألمانية “كارينا ماثيس” التي طورت المنهج التعليمي الخاص بهذه المادة.

وتعد مدينة بروانشفايغ واحدة من المدن الألمانية التي تستفيد من “مادة السعادة”، حيث تدرس هذه المادة في أكثر من 40 مدرسة بألمانيا ونحو 140 في النمسا.

وبحسب الدكتور فريتز شوبرت، المتخصص في اللغات والآداب ومؤسس ومدير معهد فريتز شوبرت للمهارات الذاتية والمدير السابق لمدرسة ابتدائية في مدينة “هايدلبرغ”، فإن تدريس “مادة السعادة” يمكن الأطفال من تنمية مهاراتهم الحياتية وتعلم الإفصاح ومشاركة المشاعر وتحقيق الرضا والشعور بالأمان وقبول الذات وقبول الآخر والشعور بالثقة والشجاعة والتفاؤل، كما تعلمهم كيفية تحقيق أحلامهم وصياغة أهدافهم، والتعامل مع الفشل والخسارة وفهمهما على أنهما فرصة تمكنهم من مواجهة تحديات المستقبل.

وقد عمل الدكتور شوبرت على تطوير “مادة السعادة” سنة 2007 وتقديمها انطلاقا من تجربته في التدريس التي تتجاوز 30 سنة، كما قام منذ 2009 إلى سنة 2018 بتأهيل ما يزيد عن 500 أستاذ لمادة السعادة.

وقد أتت فكرة هذه المادة، وفقا للدكتور شوبرت، من خلال ملاحظته أن التلاميذ لا يشعرون بالاهتمام والمتعة في مكان من المفروض أن يوفر لهم أسباب السعادة، التي بوسعها أن تمنحهم قوة أكبر على الاستيعاب والابتكار والإبداع، وأيضا أن يكونوا أقل ميولا للشجار والعنف، كما أكدت على ذلك الدراسات.

ويمكن تقسيم مشروع “مادة السعادة” إلى مراحل تقوم على أربعة أسئلة: من أنا؟، ماذا أحتاج؟، ماذا أستطيع فعله؟، ماذا أريد؟، أما كيف تؤثر دروس “مادة السعادة” فيرى شوبرت أن التلاميذ يصبحون أكثر تفهما وتتكون لديهم قدرة على الثقة بالنفس من خلال تداريب يتبادل فيها الأطفال كلمات المدح والإطراء فيما بينهم، وذلك قصد فهم كمية الشعور السيئ التي يحس بها الإنسان حين تتم الإساءة له.

كما يشير الدكتور شوبرت إلى أن مهمة الأستاذ ليست هي البحث عن الأخطاء، بل البحث على الكنوز، والمقصود بها الإمكانيات والمواهب التي يتمتع بها هؤلاء الأطفال، والتي تحتاج إلى الاهتمام و الإطراء.

أما الباحث في مجال السعادة في بروانشفايغ، توبياس رام، فيقول “إذا أردنا عالما أقل اكتئابا وتوترا، وبدلا من ذلك المزيد من التعاطف والتقدير والصحة العقلية، فمن المحتمل أن تكون مدارسنا أفضل مكان للبدء بترسيخ هذه القيم”.

يشار إلى أن “مادة السعادة” أدرجت في مجموعة المدارس الألمانية بمدن مختلفة من ألمانيا، كبرلين، براونشفايغ، درامشتاط وهايدلبرغ.

وإلى جانب إدراج “مادة السعادة” في المناهج التعليمية الألمانية في بعض الولايات، تسعى ولاية شمال الراين-فيستفاليا إلى إدراج مادة الفلسفة في المدارس الابتدائية، ابتداء من صيف السنة القادمة أي صيف 2023، ليتمكن الأطفال من إدراك الحياة وتحفيزهم على التفكير والرد على الأسئلة التي يتم طرحها، كأن يطرح أحد الأطفال: لماذا نقتل البعوض ولا نقتل الكلاب؟

مقالات ذات صلة

‫6 تعليقات

  1. اتعس الناس هم أطفالنا.. كنت اصرفهم.محتجزين لمدة زمنية محددة في اوقات الدراسة والدليل.فرحتهم وحماسهم عند سماع جرس الخروج..
    نحتاج لد،اسة مادة السعادة. بذل مواد تنشر، الخوف والدعر والكراهية العنصرية..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى