إيران وتسليح البوليساريو.. كيف سيكون موقف الجزائر وهي تترأس قمة العروبة؟
في الوقت الذي ظل فيه كابرانات الجارة يتشدقون بشعارات رنانة بطعم “العروبة والدفاع عن القضايا العربية ولمِّ الشمل وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول”، وفي الوقت الذي تستعد فيه الجزائر لاحتضان القمة العربية بين الأشقاء العرب بداية نونبر المقبل، هاهي الجارة ذاتها تستبق الأحداث عبر سماحها بتمرير صفقة سلاح قادمة من ايران نحو مرتزقة البوليساريو بأموال شعبها المغلوب على أمره، وهي الخطوة التي لامحالة ستكون من أبرز النقط التي سيتداول فيها ملوك ورؤساء الدول العربية خاصة مجلس التعاون الخليجي، خلال القمة العربية المرتقبة، لينددوا بموقف الجزائر الداعم والرامي إلى زعزعة الاستقرار بشمال افريقيا.
ويرى مهتمون بالشأن السياسي، أن خطوة الجزائر هاته ستضعها في موقف حرج، وهي تترأس القمة العربية، بيد أن المجتمعين من المرتقب أن “يقرعون” رأس نظام الكابرانات من قلب العاصمة الجزائر ويحرجونه أمام حليفه الايراني الذي مافتئ يزرع النعرات بين الشعوب العربية كان آخرها تسليحه لمرتزقة البوليساريو الارهابية بطائرات بدون طيار من أموال الشعب الجزائري.
جبهة العارهذه، التي تعيش أسوأ أيامها في زمن الانتصارات الدبلوماسية المغربية مع فتح القنصليات وتزايد حمى الاعترافات بمغربية الصحراء، باتت محطة شفقة ورحمة، وهي تتحول إلى دمية بيد كابرانات الجارة هؤلاء الذين يقدمون لها الدعم “تحت الدف”، وفي الوقت ذاته يعزفون على وثر الوقوف على مسافة واحدة بين الطرفين.. لكن نواياهم الحقيقية سرعان ما انكشفت، وانقشعت عنها غيوم الحقد والحسد والجشع، وظهرت أطماعهم التوسعية العدائية أملا في الحصول على اطلالة على المحيط الأطلسي ..لكن هيهات هيهات…
فأمام القوة الضاربة الحقيقية للدبلوماسية المغربية التي كانت قادرة على بعثرة أوراق الكابرانات، وأبانت للعالم أجمع أن قضيتنا العادلة المتعلقة بأقاليمنا الصحراوية قد حسمت بصفة نهائية وأضحت غير قابلة للنقاش والمزايدات، وما الهبة القوية للعديد من الدول ومسارعتها لفتح قنصلياتها واعترافاتها هناك لخير دليل على متانة وقوة الموقف المغربي في وجه مروجي أطروحة الانفصال خدمة لأجندات كابرانات الجارة.
أمام هذه التطورات المتسارعة، لم يجد كابرانات الجارة أمامهم سوى تسليح ارهابيين بطائرات بدون طيار قادمة من ايران بأموال الشعب الجزائري الذي لازال يقف في طوابير بحثا عن الحليب، ضمن خطوة بائسة تزامنت واستعداد العرب لعقد عربية لطي الخلافات واتخاذ مواقف موحدة تعود بالنفع على شعوب المنطقة، لكن كابرانات الجزائر ومن يقف وراءهم اختاروا منطق ” الغدر” فهم في الوقت ذاته يفتحون أحضانهم لاستقبال الأشقاء العرب على موائد القمة العربية، ومن وراء الكواليس يدعمون الانفصال والارهاب ماديا ومعنويا…
فهل ستكون القمة العربية المقبلة التي ستحتضنها الجزائر وما تحملها من مستجدات، بمثابة الضربة القاضية التي ستقسم ظهر الكيان الانفصالي؟ وهل بموقف الجزائر الداعم هذا الذي بمقتضاه سمحت بتمرير صفقة سلاح لمرتزقة البوليساريو أيام قليلة قبل انعقاد القمة العربية، قد بصمت بيدها على شهادة وفاة هذا الكيان الذي تحول إلى خطر يهدد أمن واستقرار المنطقة بأكملها؟