“مشروع ريديب”..المغرب يحرز إنجازات إيجابية في مجال حماية الطفولة

كشفت جمعية “أمان” التي تحتضن مشروع ” ريديب” لمكافحة العنف القائم على النوع الاجتماعي اتجاه الفتيات والمراهقات، -كشفت- عبر بيان لها عن تحقيق نتائج مثمرة في هذا الصدد.

و أكدت ذات الجمعية على إحراز المغرب لعدة إنجازات إيجابية في مجال حماية الطفولة، لاسيما فيما يخص مجالات الصحة والتعليم، بالرغم من أنه لا تزال هناك تحديات ينبغي مواجهتها فيما يتعلق بالعنف تجاه الأطفال.

و أضافت أن هذه الظاهرة مستمرة وقد تزايدت خلال جائحة كوفيد 19، مما يعرض الأطفال بشكل أكبر للعنف، خاصة العنف عبر الأنترنيت والعنف الأسري.

ففي سنة 2019، ووفقًا لبيانات رئاسة النيابة العامة، تم تسجيل 6172 دعوة قضائية تتعلق بالعنف تجاه الأطفال خصوصا بمدينتي فاس ومكناس، حيث بلغت عدد حالات العنف قرابة 700 طفل وطفلة.

وفي هذا الإطار أطلقت جمعية أمان بشراكة مع المنظمة الإسبانية عايدة وبدعم مالي من الوكالة الكتلانية للتعاون والتنمية مشروع “ريديب ” في يناير 2020. ويروم هذا المشروع المساهمة في تعزيز استجابة نظام الحماية الشاملة من العنف الجنسي بمدينتي فاس ومكناس”. حيث أسفر انجاز هذا المشروع الذي اختتمت اشغاله في يوليوز 2022 عن نتائج إيجابية وحلول مثمرة، تمثلت في:

إنجاز دراسة وطنية في إطار مشروع ريديب، تمكن من فهم أفضل للوضع الحالي للعنف القائم على النوع الاجتماعي بالمغرب، وكذا أسباب استمراره وعواقبه المترتبة على الأطفال. حيث أبرزت هذه الدراسة ان العنف الجنسي يشكل ربع (25.3٪) من العنف الذي يتعرض له الأطفال بصفة عامة، ويخص ذلك (61٪) من الفتيات و (39٪) من الفتيان. مما يفسر ان الصور النمطية والتي تقوم خصوصا على التقاليد والثقافة البطريركية، يساهمان في اعتبار العنف تجاه الأطفال من الأساليب التعليمية المقبولة اجتماعياً.

و كذا تعزيز قدرات الفاعلين في مجال حماية الطفولة، فيما يخص الرصد والتكفل بحالات العنف الجنسي تجاه الفتيات والمراهقات، وذلك لمنحهم إمكانية الحصول على مستقبل أفضل، حيث تم تكوين 64 فاعلاً بمدينتي فاس ومكناس من المجتمع المدني وأيضا من ممثلي عدة مؤسسات في مجالات: الصحة، العدل، الشباب والتربية الوطنية…

و التكفل القانوني والاجتماعي والنفسي والطبيً بأكثر من 138 طفل وطفلة ضحايا العنف.

و توعية 257 طفلاً وطفلة و125 من الاباء بضرورة الوقاية ورصد حالات العنف الجنسي، وذلك من خلال 36 ورشة تكوين/ توعية، وإنشاء مشاريع بيداغوجية مع مجموعة من التلاميذ بالمرحلة الإعدادية (كمسرحيات، فيديوهات، عرض لوحات، جداريات …).

و إنجاز منصة فضاء التعلم لليافعين على الإنترنت، ضمن منصة التعلم الإلكتروني لجمعية أمان، والمخصصة للأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 9 و15 سنة. ويعرض هذا الفضاء أنشطة ممتعة، باللغتين العربية والفرنسية تتناسب مع اهتمامات اليافعين، وتساعدهم على التعرف على علامات العنف (بالإنترنيت والعنف في المدارس…)، وتمكنهم أيضا من معرفة الأشخاص الذين يتوجب التحدث إليهم في حالة وقوع عنف والقدرة على حماية أنفسهم.

و إطلاق الحملة الرقمية “كفى عنفا ضد الأطفال” والتي ساهمت في توعية أكثر من 500.000 شخص تتراوح أعمارهم بين 18 و64 سنة حول مخاطر العنف تجاه الأطفال وماهية الإجراءات التي اتخذتها الدولة والجمعيات لمواكبة الأطفال الضحايا وأسرهم من الآثار المدمرة للعنف في تنشئة الأطفال وتنمية المجتمع. حيث لم تتردد شخصيات من خلفيات مختلفة: فنانون، سياسيون وصحفيون في دعم الحملة مثل: “سامية أقريو، لايزي وول، جيهان بوكرين، عبد الصمد الحرفي، حميد الحضري، سفيان نحاس، أمينة ماء العينين وحميد بوشناق”.

و في الاخير أكدت ذات الجمعية أن كل من الآباء، الدولة، المنظمات غير الحكومية، الجمعيات وأطر التعليم وكل مكونات المجتمع يلعبن دورا هاما في مكافحة ظاهرة العنف تجاه الأطفال.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى