بنسعيد: “الثقافة هي إحدى المعطيات الرئيسية  لكل سياسة تنموية اجتماعية واقتصادية”

أبرز وزير الثقافة و الشباب و التواصل، في كلمة له خلال أشغال الملتقى الجهوي حول الثقافة، الذي ينظمه مجلس جهة طنجة تطوان الحسيمة بشراكة مع وزارة الشباب والثقافة والتواصل، أهمية تنزيل الاستراتيجية الجهوية لتثمين وإعادة الاعتبار لأهمية الثقافة.

و أعرب بنسعيد عن سعادته بتواجده في أحضان مدينة
العرائش، مدينة الأمجاد والبطولات،المتفردة بتراثها المعماري الأصيل واحتضانها لأقدم مدينة بالمغرب، مدينة ليكسوس الأثرية، و كذا بالعناية التي يوليها مجلس جهة طنجة-تطوان-الحسيمة، لقطاع الثقافة بهذه المبادرة الحميدة لتنظيم هذا الملتقى الجهوي.  

و أكد بنسعيد خلال مداخلته، أنه إذا كانت التنمية هي ذلك الإطار العام الذي يوفر ظروف الحياة الكريمة للإنسان، فالتنمية الثقافية هي عملية الرفع وتقوية مختلف شؤون ثقافة المجتمع باتجاه تحديد الأهداف والمقاصد المطلوبة.

و أضاف أن إعداد الانسان وبناؤه  بناء معنويا وتحسين ظروف عيشه لم يعد يترجم فقط بزيادة المداخيل، ولكن يفرض تحسينا مستمرا لنوعية الحياة نفسها، وبناء على هذا الاساس، فإن التنمية الثقافية هي تقوية لأشكال التعبير الثقافي عن طريق توفير الظروف للرفع بها.

و أوضح ذات المتحدث أن الجهة ليست مجرد إمتداد مادي أو مجال جغرافي أو تقطيع ترابي، بل هي أيضا شخصية ثقافية و مؤهلات تشكل تلاحما فريدا، تأسست ملامحه عبر التاريخ ، فالمجال الترابي يتحدد، حسب أهل الاختصاص، من خلال عنصرين أساسين: العنصر الجغرافي/،الإقتصادي والعنصر السوسيوثقافي الذي يتحدد بدوره بالمجموعة البشرية التي تعيش فيه، تراكماتها التاريخية، ذاكرتها وثقافتها.

و أنه لابد من استحضار مفهوم الهوية الثقافية والتي تعني أن الماضي التاريخي، وملامح الآباء والأجداد، وأرض الأسلاف واللغة الأم، والعادات والتقاليد والفنون والآداب المتوارثة، والقيم والأعراف، وفنون العيش ( فن الطبخ، الحفلات الدينية والعائلية والمواسم، وأنماط  العيش وتنظيم المجال وأشكال أخرى) كل هذا يشكل بعض عناصر الهوية الثقافية وما يعرف بالتراث الثقافي اللامادي.

و تأسيسا على كل ماسبق، أكد بنسعيد أن أمله كبير في تنزيل الاستراتيجية الجهوية لتثمين وإعادة الاعتبار لأهمية الثقافة أخذا بعين الاعتبار جميع  محاور التدخلات الثقافية إنطلاقا من تثمين التراث الثقافي الجهوي، عن طريق جرده ووضع خريطة تراثية وأثرية للجهة ، وتنظيم مواسم ومهرجانات تثمن التراث الثقافي الجهوي، وكذا تشجيع ودعم الفنون من مسرح وموسيقى وسينما وشعر وتشكيل…الخ.

لاسيما وأن هناك مهرجانات ناجحة في هذا الإطار، ذكر منها:  تجربة السينما بتطوان، تجربة المسرح الجامعي بطنجة، تجربة طنجة المشهدية، مهرجان تويزا بطنجة، المهرجان الثقافي بأصيلا، مهرجانات المسرح بالحسيمة، مهرجان تلاقح الثقافات بالعرائش،  وكذلك أيضا عن طريق مراجعة وضعية الكتاب والخزانات العمومية ومعارض الكتاب الجهوية عبر التحسيس بأهمية القراءة والتحفيز عليها.

و إختتم وزير الثقافة والشباب و التواصل مداخلته مبرزا أن كل مشاكل العالم اليوم مفتاحها الثقافة؛ من محاربة التطرف إلى تليين الصراعات الناتجة عن تباينات شديدة في وجهات النظر.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى