تركيا تمتنع عن التصويت لصالح فلسطين حرصا على علاقتها مع إسرائيل

في موقف يكشف عن طبيعة تعامل نظام اوردغان مع القضية الفلسطينية واستخدامها وفق أجندة ومصالح تركيا الخاصة، أقدمت مندوب هذه الأخيرة لدى منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة “يونسكو” السفير أحمد ألتاي جنجزار، يوم الثلاثاء، عن التصويت لصالح مشروع قرار تبنته المنظمة لسحب السيادة الإسرائيلية عن مدينة القدس الشرقية المحتلة منذ العام 1967.

ويدين القرار، الذي صوتت عليه منظمة اليونسكو يوم الثلاثاء، التصرفات الإسرائيلية في الحرم القدسي، بما في ذلك تقييد دخول المصلين الفلسطينيين خلال موسم عيد الأضحى لأسباب أمنية.

كما يدين القرار أعمال القمع الأخيرة في القدس الشرقية، وإخفاق إسرائيل، باعتبارها قوة احتلال، في وقف الحفريات المستمرة في القدس الشرقية، خاصة في البلدة القديمة ومحيطها، كما دعا القرار للمسارعة في إعادة إعمار المدارس والجامعات والمواقع التراثية الثقافية والمؤسسات الثقافية والمراكز الإعلامية وأماكن العبادة، التى دُمرت أو تضررت بسبب الحروب المتتالية في قطاع غزة..

وصوتت لصالح مشروع القرار، الذي تم تمريره يوم الثلاثاء واعترضت عليه إسرائيل بأشد التصريحات، قائمة من 22 دولة تضم إلى جانب فلسطين والدول العربية كلا من: البرازيل، والصين، وجنوب أفريقيا، وبنجلادش، وفيتنام، وروسيا، وإيران، وماليزيا، وموريشيوس، والمكسيك، وموزمبيق، ونيكاراجوا، ونيجيريا، وباكستان، وجمهورية الدومينيكان، والسنغال، بينما انتقلت فرنسا تحت الضغوط الإسرائيلية من مؤيد للقرار في المرة الأولى إلى ممتنع عن التصويت، وصوت ضد القرار إلى جانب إسرائيل، الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا ولاتفيا وهولندا وإستونيا وألمانيا والتشيك وتوجو.

وجاء على رأس قائمة الممتنعين عن التصويت، تركيا و السويد وسلوفينيا ..يذكر أن وفدا من رجال الأعمال الإسرائيليين زارتركيا خلال الأسبوع الماضى، لإبرام صفقات تجارية فى مجال الطاقة، تستهدف تصدير الغاز الطبيعى من حقول الغاز فى البحر المتوسط لتركيا

ويرى المراقبون الدوليون أن الموقف التركى الأخير ربما يحمل علامات استفهام عديدة، خاصة مع السعي الدائم للنظام التركى، والرئيس أردوغان، لادعاء الدفاع عن قضايا المنطقة وقواه المستضعفة، واتخاذ تركيا مواقف عديدة تحمل طابعا تجاريا بالقضية الفلسطينية.

وياتي امتناع تركيا عن التصويت على القرار المؤيد لفلسطين، في إطار تطورات كبيرة على صعيد العلاقات بين أنقرة وتل أبيب، وذكر موقع” اليوم السابع” أن موقع “ريشيت بيت” الإسرائيلي، كشف النقاب عن أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، كلف وزارة الدفاع التركية بتعيين ملحق عسكري في تل أبيب، بعد عودة العلاقات بشكل رسمي مع إسرائيل.

وأضاف الموقع الإسرائيلى، أن وزارة الدفاع التركية تضع الترتيبات اللازمة لاستئناف التعاون العسكري مع إسرائيل، بما في ذلك تعيين ملحق عسكري لها في سفارة تركيا بتل أبيب، كما أن الحكومة الإسرائيلية تخطط في المقابل لتعيين ملحق عسكري لها في أنقرة.

وفى شهر يونيو الماضي، أبرمت تركيا وإسرائيل اتفاق مصالحة لعودة العلاقات بينهما، بعد 6 سنوات من التوتر في العلاقات، بسبب الهجوم الذي شنه الجيش الإسرائيلي على أسطول الحرية والسفينة التركية “مرمرة”، في العام 2010، في أثناء محاولتها الدخول لسواحل غزة لكسر الحصار عن القطاع.

يشار إلى أن منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة “يونسكو”، اتخذت قرارا مشابها في أبريل الماضي، بتأييد من دول أوروبية عديدة، على رأسها فرنسا، وأدى ذلك إلى حدوث أزمة سياسية بين إسرائيل وفرنسا، وتوتر العلاقات بين الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند ورئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى